المحلية

ديمغراطية نص ستاو

ديمغراطية نص ستاو

•​أبله من يستغبي العراقيين إزاء الإنهيار الأخلاقي في منظومة السلطة وفروسية الشعب ضد دول شجت أنيابها في القرار العراقي؛ لذلك يراهنون على الفوز خارج صناديق الإقتراع، من دون إرادة الناخبين

مروة الخفاجي*
لم يعد خافياً على الناخب في العراق، أن المرشحين يتقدمون الى مجلسي النواب والوزراء ومجالس المحافظات والمناصب العليا والمتوسطة في الدولة؛ لإيجاد فسحة فساد علنية أوسع تتيح لهم مساحات النهش في جسد الدولة وانهاك المواطن عبر فشل اداري للعملية السياسية ..
لذلك فقدت الإنتخابات قيمتها وأحجم المواطن عن المشاركة التي بلغت في آخر إقتراع على مجلس النواب 17% وكان المفترض بالأمم المتحدة عدم الإعتراف بشرعية الحكومة المنبثقة عن مجلس نواب رفضه 83% من الشعب حسب منطق الارقام !
لكنها الشجرة الـ… لا مباركة، أصلها قلق تحت الثرى وفرعها يورق فوق الثريا، بدليل أحد مرشحي مجلس محافظة بغداد.. الآن، يشغل الساحات والشوارع وبوابات المقاهي بنصب لافتات دعائية ينص فيها على:
“لن نقول ماذا سنفعل.. أنتم قولوا ماذا تريدون وسنفعل”.
كم هو أبله من يظن العراقيين أغبياء، تنطلي عليهم كلمات الإستغفال، بعد عشرين عاماً من الإنهيار الأخلاقي في منظومة السلطة، نظير تماسك شعبي فائق الفروسية، يفضح إستخذاء المسؤولين أمام دول شجت أنيابها في القرار العراقي، وصار الفاسد الذي يراهنون عليه.. مرشحاً.. يفوز خارج صناديق الإقتراع، من دون إرادة الناخبين.
لأننا شعب يرى بوضوح، حتى لو إستلبت إرادته من جوف الصندوق وحلت أسماء لم ينتخبها تحت قبة مجلس النواب ودكاكين المحافظات

ومن جملة ما نراه واضحاً مسلسل الفساد المالي والإداري الذي مازال يتواصل بأجزائه الجديدة وبنفس الرؤى والسيناريوهات:
“أنتم قولوا ماذا تريدون وسنفعل” وماذا فعلتم طوال عشرين عاماً أيها الـ “مخادعون”!؟
المسلسل يعرض مرة أخرى، بممثلين جدد من دون إقصاء القدامى،…
تغيير شكلي في مخرج يقود الموجة بنفس الروحية مع تحديث للإعدادت البارعة في نهش الأموال وتضخم الثروات على حساب المواطن الذي ما زال يحلم بلقمة عيش محترمة بعيداً عن الذل الحكومي والهبات المختومة بدعوات تطرح نفسها مخولة من الرب
​لماذا غاب الأمل عن نجاح الانتخابات؟
-​لماذا أيقنا بالمقاطعة حلاً؟
الجواب:
​لأننا لم نجد إلا الكلام الفضفاض والفعل الأقل حجماً بالقياس الى نسبة المشاكل العقيم. سياسياً وإقتصادياً، والتي دعتنا إلى الإيمان المطلق بالمقاطعة الأكيدة ومن دون تردد؛ لعلنا نصنع الفارق ونرسم المساحة الأهم من أجل بناء مفاهيم جديدة للديمقراطية الحقيقية وليست السطحية والفاقدة لوجودها المؤثر على المجتمع.. بل هي ديمقراطية لتجار السياسة والتي لم نرَ منها سوى إضفاء شرعية على الفاسدين وفتح بوابة الصلافة في المواجهة بين اهل السياسة واهل الوطن
ان الديمقراطية الشوهاء التي حلت في عراق 2003 أسفرت عن مقاطعتنا التامة لهذه الانتخابات وما قبلها وما بعدها؛ وهي دعوة منا.. ليست يتيمة و إنما شريكة إجتماعياً وسياسياً لجهات أعلنت مقاطعتها الانتخابات، ومنها التيار الصدري الذي لو شارك ولم ينسحب لحقق فوزاً ساحقاً، لكن القصة تكمن في مبادئ الوجود والإنتماء للوطن وحجم التضحيات المبذولة للإرتقاء بتكوين سياسي يحترم المنطق النفسي والإجتماعي للإنسان، ولا يفرق بين مواطن وآخر وينظر للجميع بعين عادلة ويقف على مسافة واحدة من الجميع.. لا ينحاز إلا للحق والوطن

ويكرر السؤال طرح نفسه:
-​لماذا نحن مقاطعون؟
الإجابة:
-​لنبسط على أرض الواقع الميداني حلماً بوطن أخضر. آمن.. يحتضن الجميع بمودة وسلام.
وهو حلم لن يتحقق بوجود أحزاب المال السياسي ومسوقي الطائفية الذين يمدون أطرافهم.. أرجلاً وأيديَ.. على مصادر الفساد، ورؤوسهم في دول أخرى.
نقاطع لأننا نريد إصلاح الحياة وتنقية أوكسجين الواقع.. نحجم عن المشاركة في إنتخابات مجالس المحافظات التي أزفت؛ لأننا سئمنا الصمت وإستسلامنا للصخب.. لا نشارك… سيراً على نهج الحسين عندما لم يبايع، وهو يرى أولاده وإخوته وصحبه ومن والاه، يذبحون
وبهذا آمنا بالـ “وعي” حركة ومبدأً ونهج حياة يحتويه الألق الوطني بكل التفاصيل؛ من أجل عراق خال من الأمراض السياسية والعقد العبثية والمراءاة الطائفية، مترجمين إيماننا بالـ “وعي” الى مقاطعة تغنينا عن التذكير بالنزاهة؛ لأن “الذكرى تنفع المؤمنين”
ــــــــــــــــــــــــــــــ
*قيادية في حركة وعي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار