المحلية

حرية التعبير وتقرير المصير

حرية التعبير وتقرير المصير
حسن النصار
الى الذين يريدون مصادرة رأيي وحريتي.
لم نفعل شيئا سوى اننا نعبر عن رأي في قضية بوصفنا صحفيين غير مؤدلجين ونعيش تجربة الحرية المجزأة التي ترتدي لونا عند كل جهة وتمنع من جهة ما لانها تتعارض ومزاجها السياسي ورؤيتها للاحداث والقضايا حين يريدون منا ان نكون تبعا لنهجهم ورؤيتهم الخاصة الني لاتمثل وجهة النظر العامة للدولة والمجتمع التي تلتقي في تصور وطني جامع وشامل ونرفض مصادرة ذلك التصور ليتحول حكرا على أي جهة كانت تريد بذلك مصادرة الوطن وتحويله الى ضيعة خاصة لحزب او زعيم او قومية او طائفية او فكر سياسي يعتاش عليه البعض من المتصدين والمتزعمين الذين يدفعوننا دفعا لنكون أبواقا لهم وحكرا عليهم وفقا لمبدأ تعدد الزوجات ووفقا لمبدأ فكري او عقائدي ضيق لايتسع لوطن ولا لشعب ولا لنداء حرية وتحرر وعندما تصادر الصحافة والصوت والحر وعندما يقال لك اكتب ولاتكتب وقل ولاتقل وقم ولاتقم واقعد ولاتقعد فهذا يعني عبودية من صنم أو إله غير عاقل وحاشا لله الواحد أن يتنزل لهولاء أو لهولاء أن يتشبهوا بالإله الواحد رغم صنميتهم المتجذرة ورغم قطعانهم الحائرة في أي المسالك تسير وتتنقل بحثا عن موضع تستقر فيه.
يريدونك موظفا لديهم أو خائفا منهم أو متحذرا أو متملقا أو تبعا ذيلا لاغاية لك لاهدف لا رجاء سوى البقاء في دائرة الهيمنة الكاملة والعبودية التي تسلبك الارادة والفعل والحضور والتأثير وتتخلى معهم عن ادواتك المعرفية وتصوراتك للحياة والمواقف والاشياء وهنا تضيع وتذوب وتتحول الى مجرد بوق رخيص لاتجرؤ على الانتقاد ولا على الرفض ولا على إتخاذ موقف من اي حدث يعترضك او يمر به بلدك وتتناقله الناس ووسائل الاعلام ولاتدلي برأيك…. وتتسائل .. هل خلقنا لهذا هل وجدنا لنكون عبيدا هل نحن كما ينبغي ان نكون ام نستسلم ونتقهقر ونعود ادراجنا والمهم لدينا حفنة دنانير نهاية الشهر ودوام حسب البصمة الصباحية والمسائية؟ ونتخلى عن كوننا صحفيين واصحاب راي وموقف وقضية ودور وعندنا وطن هو اخر ماتبقى لنا لانه ليس وطنهم بل بستان هجموا عليه فقطفوا ثماره وتركوه نهبا لقطعانهم السائبة ترتع فيه فتأكل وتخرب وتطع الاوراق والاغصان ولاتترك شيئا ورائها وسرعان مايغادرون وتبقى قضيتنا ان نعيد ذلك البستان الى تأنقه وألقه وزهو أشجاره ويناعة ثماره.
انا صحفي ولست بائع بطيخ ياسادة فلاتطلبوا مني ما لاأستطيع لاتطلبوا مني ما يجعلني اغادر انسانيتي وانحاز لكم لاتطلبوا مني بيع كلماتي وعباراتي واوراقي لكم فثمنها باهض ووجودها بلاثمن وسابقى ملتصقا بحريتي مهما علا موجهم ومهما تداعى غيهم وتراكمت وحولهم في الطريق واتسعت مستنقعاتهم واكاذيبهم وجشعهم ونهبهم وسلبهم فليس لي غير حريتي ورفضي للعبودية والانصياع لأوامر البقاء في الخطوط الخلفية وقد تعودت أن أكون في المقدمة فلاشيء يستحق الحياة أكثر من الدفاع عنها وعن العيش بحرية.
لن أستسلم.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار