المحلية

تعنيف الأطفال مشكلة إجتماعية.. مقتل الطفل “موسى ولاء” انموذج

عراق قانون أم عراق عشائر؟!
عبير القيسي:-

تصدرت الكثير من مشاهد تعنيف الاطفال شاشات الانترنت والبرامج المتلفزة على مر تأريخ عراق ما بعد العام 2003 ، لكن أشد حادثة هزَّت الرأي العام مقتل الطفل موسى ولاء بطريقة تعذيب بارد وعلى أصول الأجرام بحذافيره، وهنا نتسائل من القاتل الحقيقي!؟ زوجة ابيه أم والدته ووالده؟

وهنا نتسائل!! لماذا يتزوج الزوجان وينجبان الاولاد إذ كانت نواياهم تضم الانفصال؟
في الواقع تفاصيل غامضة كثيرة حول حضانة الطفلين لأمهما وطفل بريء كوردة جميلة مثل موسى لم ولن يجب أن يعاقب على خطيئة ليس له ذنب فيها، الصغار ليسوا ملطخين بذنوب الكبار مهما كانت اشكالهم وافعالهم وسلوكياتهم فهم صغار لم يفقهوا من الحياة شيء فلماذا نحن الكبار الذين درسنا وتعلمنا وكبرنا ولقنتنا الحياة دروس متنوعة في دوامتها نعاقب طفل على لا شيء؟ ما تهمته التي تستوجب اقصاءه خارج الحياة على يدين لعنها الخالق لم تكن تمتلك من الرحمة والعطف ذرة واحدة.
وهي ايضا أم، ترى ماذا ستلقن ابنائها؟ ماذا سيتخرج احد ابنائها وهي بحقيقتها قاتلة مجرمة مُعنفة لطفل كحال اطفالها؟
أن البيت أساس اعداده الام، والاب.. والبيوت الكبيرة التي لم تعَّد اب وأم صالحين لبناء مجتمع سليم تستحق الا يقال عنها بيوتات بل هي اماكن رثة فقيرة رديئة النوعية، تفتقر الى التربية والتوجيه الحسنان، تفتقر الى أبسط مقومات الثقافة في تنشئة طفل وكيفية التعامل مع مرحلته العمرية لذا تخرج منها الاب الظالم والأم المجرمة، وأي قانون كوَّنيٌ هذا الذي يرضى بأن يباع دم طفل صغير مقابل بضع وريقات من المال؟ اي صالح عام يقتنع بمقتل البراءة وبيعتها امام فصل أو عرف عشائري سائد؟ أنا اتحدث في وقت ضاعت به الهوية العشائرية فعشائر الحاضر خلطت الحابل بالنابل ولم نعد نعرف أي شيخ عادل وأي شيخ فعلاً أنه اهلاً للشيخة وأي شيخ باطل… كيف تقاس العدالة أمام صوت طفل لا حول ولا قوة له الا النجدة للشرطة المجتمعية من أجل أنقاذه من بين يدين خلقتا من نار الشياطين لتنال من براءته.. وبالرغم من ذلك كان صوته ضعيف الصدى فحتى الشرطة في وقتنا هذا لم تعد شرطة يحتمى بها.. وليقال عني ما يقال الانسان العراقي اليوم وحشي في دولته التي باتت غابة يفترس قويها على ضعيفها، وينتقص جاهلها من عالمها، ويحقر خبيثها أفعال طيبها، الانسان العراقي بات اليوم وحش مهمته أن يحتال ويسفك الدماء ويصفق ككلب لاهث لمن يطعمه ويذم من هو على حق وينبذه فلستُ ادري أنا وأحرار هذه البلدة المشبعة بالظلم كم موسى تحت طاولة العنف مستتر الان؟.. وكم موسى سيقتل بعد أن فَلُـح القضاء العراقي بمعاقبة اللا عذراء بحكم بسيط مدته خمسة عشر عام فقط مقابل روح نقية سُرق حقها وامام أنظار الجميع دون حياء رادع أو قضاء صائب.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار