المحلية

تحت يافطة الرئيس .. مسؤول متحذلق وموقع متأنق !

حسين الذكر

عن طريق المصادفة زرت متنزه حديقة الزوراء ، تلك الحديقة المشيدة منذ مطلع سبعينات القرن المنصرم لتكون متنفس لسكان العاصمة وبقية المحافظات .. وقد حافظت على رونقها وظلت عصية على السرقة والاستغلال متشبثة برونقها ونافذتها الترفيهية لكل العراقيين بلا استثناء .. عامرة معطاء بجهود خيرة تحسب لموظفي امانة العاصمة عامة والى مدير عامة المتنزهات الأستاذ ليث الكعبي خاصة ..
كثيرة هي المشاهد الدالة على مستوى الجهل المحيط ببيئتنا فبعض السلوكيات تعبر بصورة واضحة عما آل اليه واقعنا المر ، جعلنا نشاهد فيه نخب مجتمعية كأستاذ ومثقف ورياضي او مسؤول يرمي قنينة المشروب من نافذة سيارته الفارهة .. وكذا يتعامل مع ( الكلينكس والسيكارة ) دون ان يهتز له عرق او تنزل قطرة حياء على أُمة منذ الف واربعمائة سنة يصدح نبيها المصطفى ( ص) : ( النظافة من الايمان ) ..
قبل مدة بدات حملة اعمار وتشييد وتوسيع الشوارع وبعض الحدائق العامة بخطوة إصلاحية جادة وخدمات مجتمعية نتلمسها بشكل جلي .. وقد تم انجاز بعض الحدائق والمواقع العامة باياد عراقية بحتة زينت بالزهور وشكلت جمالا ورونقا رائع المنظر بمناطق متعددة من العاصمة .. ومع ان هذه التحف مكلفة لكنها ضرورة حياتية وحضارية لا بد منها ..
كعادتي الفضولية الصحفية لم اترك المكان دون توجيه أسئلة ما سواء للمسؤول المنفذ او حامي المنجز او المواطن المستفيد .. وقد سالت المسؤول عن ذلك فقال : ( انها منجزات عراقية جديدة وتعبر بمعناها وفحواها عن إرادة حكومية ملزمة التنفيذ والمضي قدما فيها لعراق اجمل وانظف .. بعد ان شدد دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على ضرورة التشييد الاجمل حتى لو استنسخنا تجارب ناجحة للاخرين .. وهي غير باهضة ولا مكلفة لكنها تعطي انطباعا إيجابيا للناظر فضلا عن كونها تريح النفس وتخفف وقع مناظر القبح بامكان واحداث أخرى نامل تجاوزها سريعا بموجب برنامج حكومي طموح واياد نزيهة عارفة لدورها الوطني قبل الوظيفي ) ..
فعلا سررت كثيرا سيما وان هذه الحدائق تقع على مرأى انظار العامة من العراقيين وضيوفهم الأجانب ، بعد سنوات من استغلال الساحات والحدائق للشعارات والصور والمتسكعين والمتسولين والشاذين والمتلونين وغيرهم ..
بعض الحدائق ما زالت محافظة على رونقها وحسن اداؤها في المناطق المحمية والمراقبة بشكل افضل .. لكن للأسف في المناطق الشعبية – خاصة – اخذت تزحف عليها براثن بعض الجهلة والمؤجندين والسيئين ممن يخربون كل شيء وطني ويستغلوه لمصالحهم الخاصة بصورة تجعل المواطن يمقت بيئته وشارعه ومحلته ووطنه وحكومته ونخبه وكل شيء فيه .
على سبيل المثال لا الحصر .. وجدنا حدائق عامة تعبث بها الصبية بممارسات لا تمت للرياضة والصحة المجتمعية بشيء .. كما ان بعضهم استغلها مطاعم بلا رقابة صحية او اوكار وتجمعات غير آمنة او كازينوهات مسائية بعد انتهاء الدوام الصباحي واغلبها للاركيلة وجلسات غير صحية ولا شرعية ..
نقترح ان تحمى المنجزات العامة من اياد العابثين والمؤجندين .. عبر حراسات متخصصة لهذا الغرض ولأربعة وعشرون ساعة مع دوريات متابعة ورقابة صارمة مسؤولة .. حفاظا على المال العام ولتعميم ثقافة وسيادة الصالح العام . وذلك ممكن ومتيسر ولدينا أجهزة ورجال شرطة وامن بمئات الالاف .. فقط نحتاج خطة لاعادة تدويرهم وتبديل واجباتهم ..
والله من وراء القصد وهو ولي الامر .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار