المحلية

الوداع فرصة لترتيب الأوراق

رباب طلال مدلول
في حقيقة الأمر ،فأنني طوال حياتي، لم أشعر يومًا أنني في المكان الصحيح، دائمًا كان لدي هذا الشعور بأنني لست في مكاني المناسب، وكأنني أعيش في عالم خاطئ، محاطة بأشخاص لا يشبهونني، ولا يفهمونني ،وفي وقت لا يناسبني، كنت دائمًا أشعر أنني أستحق أفضل من هذا المكان، أفضل من هؤلاء الناس، هذا الشعور العميق بالغربة هو ما جعلني أصبح سهلة في الوداعات، فأنني لم أتمسك بأحد يومًا، مهما كانت قوة علاقتنا أو مقدار حبي له، سواء كان ذلك حبًا، صداقةً، أو حتى روابط دم،
دائمًا، عندما أرى خطأ من أي شخص، أبتعد، في أول زلة، أختار الرحيل. لا أسامح، ولا أعطي فرصًا ثانية،أؤمن أن طرد الأشخاص السيئين من حياتنا يفتح المجال لأناس أفضل، لأرواح تتناسب مع ما نستحقه،هذا الإيمان الراسخ جعلني أعمل بجد على نفسي، لتطوير ذاتي، لأصل إلى المكان الذي أستحقه، بين الناس الذين يستحقونني فعلًا،في كل مرة وأقابل فيها شخصًا جديدًا، أتعامل معه بحذر. أعلم أن كل علاقة هي اختبار،الاختبار الذي أضعه ليس صارمًا، لكنه بسيط: هل يستحق أن يكون في حياتي؟ هل يضيف لي شيئًا؟ وإن كان هناك خطأ، هل هذا الشخص يستحق فرصة أخرى؟ الإجابة غالبًا كانت لا،قد يبدو الأمر قاسيًا للبعض، لكنني أراه حماية لنفسي، احترامًا لذاتي،
أنا أؤمن أن الحياة قصيرة جدًا لنعيشها مع الأشخاص الخطأ،كل وداع هو فرصة جديدة، كل ابتعاد هو خطوة أقرب نحو ما أستحق، قد يبدو الأمر وكأنني أعيش حياة باردة، بلا تعلقات، لكن الواقع مختلف. أنا أقدر العلاقات الحقيقية، وأعلم قيمتها،لكنني أيضًا أعلم أن العلاقات السيئة تسرق منا الكثير ،الوقت، الطاقة، وحتى جزءًا من أرواحنا، الحياة ليست عن عدد الأشخاص الذين نلتقيهم، بل عن جودة الأشخاص الذين نختارهم ليكونوا بجانبنا. وهذا هو المبدأ الذي أعيش به،وكما يقال: دائرتي صغيرة لأنني أفضل الجودة لا الكمية.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار