المحلية

المصالحة بديلا عن الحرب الباردة بين الاطار والتيار

حيدر الموسوي

على الرغم من تاريخ الدم بين حركتي امل وح ز ب الله
الا ان الاطراف الخارجية والتدخل من قبل المرجعيات الدينية ومناشدات الداخل الشيعي اللبناني اجبرت طرفي النزاع على الجلوس بطاولة حوار واجهزت على مشروع استمرار الاستنزاف والقتال بين الطرفين .

في الحالة الشيعية العراقية هناك حالة مقاربة
تجسدت بوجود جبهتين شيعيتين من الاسلام السياسي
في جغرافية الوسط والجنوب
تمثلت عبر حقبة السنين التي تلت التغيير بمسميات مختلفة عن اليوم الذي يعرف بجبهتي
الاطار و التيار.

اتسمت حقبة العراق الاولى مباشرة ما بعد التغيير بنوع من الاستعداء بين الجبهتين
كون القوى الشيعية المعارضة التي جاءت من خارج الحدود كان لها وجهة نظر بالمفاوضات مع امريكا حتى تتمكن من القبض على سلطة الحكم وبعدها تطالب بمغادرة الاراضي العراقية
الجبهة الثانية وهي جبهة الداخل المشكلة من قبل التيار الصدري كانت ترى ان المقاومة للمحتل واجب شرعي وعدم السماح والقبول ببقاء هذا الاحتلال ولو تطلب الامر رفع السلاح
وهذا ما حدث بالفعل فيما بعد حتى انتهت الى اعتى معركة في النجف الاشرف بعدها تم التفاوض والوصول الى حلول الدبلوماسية واقتناع الجبهة الثانية بالدخول الى العملية السياسية وحدث هذا بالفعل ، هذه الجبهة شاركت الجبهة الاولى في التمثيل النيابي والحكومي ومكنتهم باعداد مقاعدها النيابية من استلام سلطة الحكم لاكثر من مرة
لكن حصل الاختلاف الاكبر في النزاع مرة ثانية وبعدها عاد الامر الى الصلح من جديد .

اليوم الامر مختلف الصراع الاعلامي خاصة في العالم الافتراضي بين الجبهتين زاد من فجوة الهوة والفرقة وشدة البغضاء والعداوة الى اعلى المستويات بما فيها القيادات، وهذا هو الخطر الوجودي الذي يهدد مساحة البيئة الشيعية ان حدث اي حادث لا سمح الله وتم اشتعال فتيل الازمة سيما وان الجبهة الثانية وجمهورها ترى انها اقصيت من المشهد السياسي وهي صاحبة الحق في استلام سلطة الحكم فان الامور ستكون غير ما نراه اليوم .

بقاء الامر هكذا وترك الحبل على الغارب والى الاعلام والسوشال ميديا يعني انتظار منازلة اشبه بما حدث في لبنان رغم ان الظروف والمراحل تختلف لكن الاندفاع هو واحد ، التعويل هو على تركيبة الشخصية السايكولجية الشيعية التي تحكمها العاطفة ويجمعها حب ال البيت ع هي من تساعد احيانا في ايقاف بعض التداعيات الخطيرة .

الصراع في حقيقة الامر هو ليس فقط على السلطة
بل على رئاسة الوجود الشيعي في الداخل العراقي وتمثيله رمزيا ، وهذا في حقيقة الامر طموح لكنه صعب ان لم يكن مستحيلا في ظل وجود الحوزة الكلاسيكية ومرجعية النجف التي بالنهاية هي تمثل الغالبية العظمى للشيعة سواء في الداخل او الخارج وبالتالي لا احد يتمكن من الوصول الى هذه المرتبة ، لذلك الامر المتاح فقط في امكانية تمثيل رمزية السياسة والحكومة ، وحتى هذا لم يعد متاحا بشكل كبير لجميع الحركات والاحزاب الدينية وبعيدا عن الفارق في عدد الجمهور كون مرحلة ( العشق الممنوع ) مع الاحزاب الاسلامية اصبح في خبر كان بعد ان كانت هذه الجماهير تضحي بانفسها واهلها من اجل دعم هذه الجهات والابقاء على تمثيلها لهم في الجهات الحكومية وبقي الملاصق لهم هم قواعدهم الجماهيرية الثابتة فقط وصار الاستقطاب من الاغلبية الصامتة امر في غاية الصعوبة الا بتعديل الحال بشكل عام الى هذه البيئة وتمكين مجتمعاتها من العيش الكريم خدماتيا واقتصاديا

تقريب وجهات النظر هي اولى الخطوات
وهناك مقترحات لا بأس بها من اجل بداية الشروع بذلك

يتبع في مقال اخر

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار