المحلية

السيستاني قدوة مثلى

السيستاني قدوة مثلى
القيادية في حركة وعي الوطنية/مروة الخفاجي

إنطلاقا من منظور مدني، وليس دينياً، أجد مرجعية السيد آية الله العظمى علي السيستاني (دام ظله)، تلعب الدور الأكبر في المشهد السياسي العراقي بفضل توجيهاته السديدة التي تُعدُّ نصوصاً تقتدي بها الجماهير، وتسير الطبقة السياسية على ضوئها، جبراً في بعض الأحيان وإكراهاً في الأوقات التي يفحمهم الحق الملزم.
وما من فضل لأحد لولا فتواه بـ “الجهاد الكفائي” لما انتصر العراق على “داعش” نيابة عن العالم…!
وما زال دوره مستمراً في حسم المعضلات العالقة في كل مراحل العملية السياسية، وخاصة عند الأزمات والانسداد السياسي بسبب تناقض المواقف وتقاطع المصالح، فكان باب المرجعية هو المُرتجى لكشف الأزمة وإزالة الغمَّة.
خطبة الجمعة تعدُّ منبراً إسبوعياً تنتظره الأحزاب، ويتابعه الجميع ليتحركوا على ضوئه، لكن مع الأسف الغالبية العظمى تحرّف القول عن مواضعه، ملبية ما يخدم مصالحها ويسوق أجنداتها من توصيات المرجع السيستاني الواردة على لسان الشيخ مهدي الكربلائي وهو يلقي خطبة الجمعة.
ثمَّ حلت انتفاضة تشرين، مؤيدة من المرجعية بمطالبها وأسمتهم “الأحبة” من دون أن تحرّض عليها؛ ما جر غيظ المنتفعين الناهبين لخير العراق مطلقين شتى التهم على المرجع الأعلى وهو ما لم يسلم منه حتى نبينا محمد (صلى الله عليه وآله)؛ إذ أطلق عليه الكفار: ساحر مجنون.. حاشا لنبي الرحمة، وقال كفار العصر عن السيستاني: خرف، وأنَّه ميت وشتى الاتهامات الأخرى؛ لأنه دعم انتفاضةً عرَّت فسادهم؛ فلجؤوا الى ركوب الموجة منحرفين بزمام الانتفاضة عن مسارها، وأحبطت تجربة كانت ستحقق نتائج الثورة الفرنسية في 14 تموز 1789.
وحتى شعار (المجرب لا يجرب) اعتمده سماحته (دام ظله) من حكمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): “من جرب المجرب؛ حلَّت عليه الندامة”، وهو ما يجادلون فيه بما يخدم مصالحهم.
وأهم ما تنص عليه طروحات الإمام السيستاني مراراً، هي الدعوة الى حكومة منبثقة من إرادة الشعب، حكومة ذات سيادة من دون تسلط أجنبي، بل تنطلق من العراقيين بجميع طوائفهم؛ فإذا نحن مسلمون، وجب علينا ألّا نضع أنفسنا في شبهة الـ “أكثرهم للحق كارهون” ولا “أكثر الناس لا يعلمون”.
أقولها بشجاعة وأمل بعودة التوجيهات الوطنية الصادرة من المرجعية الدينية؛ كي نقف معها محاربين الفساد بسيف النزاهة مباركاً من السيستاني، الذي أقصى حماة الفاسدين برفضه مقابلتهم متجاهلاً مساعيهم المحمومة للقائه.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار