السياسيةالمحلية

السياسة علوم فنون مهارات

السياسة علوم فنون مهارات
حسين الركابي
السياسة كمفهوم عام لدينا كل من يمارس العمل الحكومي، كالسلطة التشريعية – التنفيذية – الرئاسية؛ وحتى الملكية او الامارة يطلق عليه سياسي، حيث ان هذا المفهوم لدى السواد الأعظم من المجتمعات العربية تحديدا، التي تنحدر من أصول البداوة والريف والقبيلة، وهنا لا اريد ان استنقص من الأصول العربية الأصيلة؛ ولكن اريد ان أوضح مفهوم مصطلح، أصبح متداول في المنتديات والمقاهي والمجالس اليومية.
حيث ان كل الجامعات في العالم تنضوي تحت اسمها عدة كليات، مثلا كلية الطب – كليه الهندسة – كليه الزراعة – كلية التجارة…الخ؛ وهذه الكليات تختص بعلم واحد فقط إلا (كلية العلوم السياسية) وان هذه الكلية تعني بالعلوم “أي ان لم تختص بعلم واحد”؛ وانما علوم وكلمة العلوم تدل على ان السياسة فيها عدة علوم، ولها عدة أبواب، وتعتمد على فنون ومهارات وذكاء ودهاء الذي يعمل في هذا المجال.
هنا يتضح لنا فرق كبير بين من يمارس السياسة، وبين إدارة الدولة، وفي النظم البرلمانية كنظام العراق، الذي تأسس عام 2005 نظام الحكم فيه برلماني، أي أعضاء برلمان ينتخبون رئيس برلمان، ومن ثمة رئيس جمهورية، ورئيس وزراء؛ وبهذا التقسيم اصبح العراق ب ثلاث سلطات السلطة التشريعية، وهي سلطة” فنية” تصنع القوانين وتراقب أداء الحكومة، والسلطة التنفيذية، رئاسة الوزراء والكابينة الوزارية، وهي إدارة الوزارات والمؤسسات، وتعد هذه السلطة” إدارية” أي إدارة مؤسسات الدولة، والسلطة الرئاسية التي تعد السلطة الرقابية والحامية للدستور، والاصح ان لا تطلق على هؤلاء ساسة، وهم كل اربع سنوات يغادرون المنصب، وانما تطلق عليهم ب ( إدارة الدولة).
حيث ان مصطلح او مفهوم السياسي تطلق على أصحاب الاختصاص الذين يمتهنون هذه المهنة، ان كان في إدارة الدولة او خارج ادارتها، ولذلك نجد الدول التي تمتلك استقرار سياسي وأمني واقتصادي، وتتمتع بعلاقات متقدمة، وسياسة مستقرة على جميع الأصعدة لديهم مجموعة مختصه، ولها اليد الطولة وهي من ترسم السياسيات العامة للبلد، مثلا  جمهورية الصين الشعبية لديها سلطة تسمى” للجنه الدائمة للمجلس الوطني”، والولايات المتحدة الامريكية لديهم مجموعة تسمى” مجلس الشيوخ”، والجمهورية الإيرانية لديهم مجموعه تسمى” مجلس تشخيص مصلحة النظام العليا”. وهؤلاء لا يتغيرون بتغير الحكومات، ولا يتأثرون بالانتخابات ولمن تكون الكفة او من يحكم، والانتماء لهم يمر بعدة اختبارات ودراسات ويقدم بحوث في رسم السياسات العامة ومصلحة البلد، وهم من يرسمون السياسات العامة لبلدانهم على مدى عشرات السنوات مقبله على مستوى السياسات الخارجية، والداخلية والاقتصادية والاجتماعية، وان السلطة التشريعية والتنفيذية والرئاسية تسير وفق ما يرسمونه هؤلاء المختصون، وهؤلاء من يطلق عليهم مفهوم السياسيين.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار