المحلية

الريس هو الريس

حسن حنطل النصار:-

إنْ تقرأ وإن تسمع لا يكفيك ذلك، لكن أن تقترب وتراقب وتترقب فستجد ما لايدركه سواك كارهاً كان أم محباً فأنت إقتربت لتعرف.. وهكذا أنا مع السيد محمد الحلبوسي الزعيم السياسي ورئيس حزب تقدم ورئيس مجلس النواب الذي يأبى كرسي الرئاسة أن يستقبل بديلاً عنه لأنه من الصعب أن يمتلئ مكان بمكين مثل الحلبوسي ويقال في وصف أصحاب المناصب: إن فلاناً أكبر من الكرسي، وهذا وصف يليق بالريس الحلبوسي، ويقولون: إن الكرسي أكبر من فلان، وهذا وصف يليق بمن يريد ويلهث ليحتل مكان الرجل الذي جعل البرلمان بهيبة ليس لها مثيل، وجعل السياسة مصنعاً للقادة الأفذاذ وصناع المستقبل الذين تقع على عاتقهم مسؤولية بناء الدولة وحفظ كرامة المواطن الذي ليس له بعد الله سوى المسؤولين عن وجوده وعيشه وأمنه ومستقبله وكل صفات الزعامة اجتمعت في هذا الرجل الذي صنع المجد خطوة فخطوة، وكانت البدايات مشاريع حياة وأملاً وسياسة وجمعاً للشمل، وهو ما جعل الحاسدين والمغرضين يجتمعون سوية مثل ضباع جائعة تريد تمزيق كل شيء من أجل أن تحصل على مطامعها الخاصة التي تتجاهل مصالح عامة الناس وما يرغبون به من عيش رغيد وكرامة.
وسواء كان الحلبوسي رئيساً للبرلمان أو زعيماً للسنة وللساسة العراقيين أو رئيساً لحزب تقدم، فهو هو، وهو الريس، وبمعنى أدق الريس هو الريس حيث تجتمع الارادة بالعزم والصلابة في نفسه ليتقدم الصفوف من أجل ناسه ومحبيه الذين عرفوا وخبروا معدن الشجاعة والريادة فيه، وها هم الساسة كل الساسة يعرفون قدره وحضوره وحجم تأثيره في الحالة العراقية التي شهدت تقلبات وعواصف ومنافسة كبرى واظهرت الكبير وبينت حجم من هو صغير في فعله وعقله ونفسه ووجدانه، وهذا هو الفرق بين الحلبوسي وخصومه وحاسديه.. فخصومه صغار في كل شيء يبحثون عن مناصب ويلعقون موائد الآخرين الذين يستخدمونهم ويوظفونهم لصالحهم فيتنازلون عن حقوق أهلهم من أجل تلك المكاسب الرخيصة التي تهوي وتتضاءل عند أقدام الكبار، وتكبر عند الصغار ولعل قول المتنبي واضح في ذلك حين ينشد في حضرة سيف الدولة الحمداني من قصيدته الخالدة التي يقول في بعض منها:
(وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم)
فالصغير يرى كل شيء كبيراً لأنه لا يدرك الكبير من الفعل، بينما الكبير فمهما كبرت الحوادث رآها صغيرة ولا يهتز في مواجهتها لأنه كالجبل الشامخ الذي يشق الفضاء ويعلو وتنحدر دونه السهول والأودية.
ولقد أثبتت الاسابيع الماضية ومنذ مغادرة الريس كرسي البرلمان أنه برلمان ودولة وسلطة، وجدير به القول: الريس هو الريس سواء كان في البرلمان او في أي مسؤولية أخرى لأنه عرك السياسة وعرف مراميها وفهم لعبتها وتجرع مرارتها وادرك حجم الخسة التي تعتري نفوس البعض ممن لا يرون أبعد من أنوفهم، وتتلخص كل مطالبهم بأن يكونوا منتفعين سلطويين لديهم مال وبيوت وسيارات وحمايات، وليس في تفكيرهم ان يبنوا وطنا ويصنعوا مستقبلا فالمستقبل بالنسبة لهم هو ان يكونوا في جنة خاصة بهم وليذهب الجميع الى الجحيم، وهو تفكير قاصر وغير اخلاقي ولا قيمة له ولا يصمد أمام المسؤولية وشرف الزعامة والقيادة والتأثير.
وأخيراً فالريس هو الريس وبقية القوم عيال..

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار