المحلية

الرحيل الحتمي لعمدة المدينة: نهاية الطغيان وانكشاف الخديعة والتجسس وحكم العشيرة وبيع أصول الدولة

/حسن حنظل النصار

حينما يستنفد العمدة كل طاقاته في حصد الغنائم والخداع، لا يعود أمامه سوى الرحيل الحتمي. لقد ظن هذا العمدة أن ألاعيبه الخبيثة ستظل خفية إلى الأبد، وأنه سيواصل جني الأرباح على حساب بؤس المدينة وطيبة أهلها. لكنه نسي أو تجاهل أن كل خدعة، مهما كانت متقنة، تنكشف في النهاية، وأن الضوء الذي يغيب في زوايا المكر لا بد أن يعود ليكشف حقيقة المستغلين.

إن العمدة الذي جلس على كرسيه متوهمًا أن السلطة ملكية خاصة، جعل من منصبه وسيلة لتحقيق المكاسب الذاتية، بينما أهمل المدينة وأغرقها في الفوضى والخراب. استثمر في معاناة شعبه، واستخدم نفوذه ليكدس ثرواته، متغاضيًا عن حاجات الناس وكرامتهم. وبينما كان يبني قلاعًا من الذهب على أنقاض المدينة، كان ينسج شبكة من الأكاذيب لتضليل الجميع، ظنًا منه أن الزمن لن يسجله كخائن.

لكن لكل عهد نهاية، وللطغيان سقف لا يُتجاوز. اليوم، وقد انكشفت ألاعيبه وسقطت أقنعته، لم يعد أمامه سوى الرحيل المخزي. إن المدينة التي خدرها بوعوده الكاذبة استيقظت، وذاكرتها لم تغفل عن تخزين كل جرائمه. الآن، يرفع الجميع أصواتهم مطالبين بسقوطه، بعدما أدركوا أنهم كانوا ضحايا لخداعه.

في فلسفة الحكم، السلطة ليست امتيازًا شخصيًا، بل مسؤولية لخدمة الشعب. العمدة خان هذه المسؤولية، وحوّل الحكم إلى أداة للتسلط والجشع. ولأن العدالة لا تغفل، جاء موعده مع السقوط. هذا الرحيل ليس خيارًا، بل عقاب مستحق لكل من يخون الأمانة ويستغل القوة في الظلم.

المدينة لم تعد تتحمل المزيد من ألاعيبه، والنظام الذي بناه على أسس الفساد والظلم انهار تحت وطأة الحقائق. رحيله ليس سوى البداية لنهاية عهد الطغاة. إن العمدة الذي ظن أنه خالد في منصبه، أدرك متأخرًا أن العدالة تسير ببطء، لكنها دائمًا تصل.
حب الله والعراق يجَمعنا

ملاحظة : ان كل ما ينشر من مقالات تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعتبر من سياسة الوكالة.. وحق الرد مكفول

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار