المحلية

الحوكمة الألكترونية والتغيير الإستراتيجي في إطار الدور التفاعلي للتكنولوجيا الحديثة

الحوكمة الألكترونية والتغيير الإستراتيجي في
إطار الدور التفاعلي للتكنولوجيا الحديثة
ثناء العكيلي
يبدو الموظف منشغلا في البحث بين آلاف الأوراق والمعاملات المتراكمة عن ورقة صغيرة فيها معلومات خاصة بأحد المراجعين قيل له إنها متوفرة لكنها في الحقيقة تائهة بين آلاف الأوراق والسجلات وكلما حاول الموظف العثور عليها صدم بوجود أوراق ممزقة وأخرى غير واضحة الخطوط وعديد منها ممزقة وبعضها تناثر هنا وهناك بينما عشرات المراجعين يقفون في الممرات الحارة أو يفترشون الأرض التي تلفحها الحرارة وبدت جافة تماما ومنهم من جلس في الظل أو تحت شجرة ليجد بعضا من الراحة ويمارس لعبة الثرثرة مع الآخرين وينشغل بشيء ما لحين المناداة بإسمه من الموظف ليسأله بعض الأسئلة ويدقق معه في المعلومات المتوفرة لديه وربما بعثه الى دائرة نفوسه ليستحصل صورة قيد تتضمن معلوماته الأساسية وكل ذلك سببه الطرق التقليدية والبائسة في الادارة التي فتحت الباب على مصراعيه لكل من هب ودب ليمارس دورا غير دوره ويتخذ القرارات التي نراها مصيرية ويتحول عن القلق والخوف الى التصرف بازدواجية وطرق غير مشروعة.
الفساد حالة سيئة وخروج عن القيم الانسانية وتجاوز على حقوق الاخرين وتدمير لهيبة الدولة والقانون ومن المهم محاصرة بؤر الفساد التي تهشم مصالح الشعب وتحول مؤسسات الدولة الى اماكن لتحقيق مكاسب شخصية وفئوية بينما تتعطل مصالح الشعب ولذلك فان اتباع الاساليب غير التقليدية في الادارة وانجاز المعاملات المختلفة والعقود والمبادلات والتحويلات المالية وطرق الدفع الى طرق حديثة وتكنلوجية عالية الدقة هو السبيل لذلك ومن ذلك ماأعلنه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن اتباع استراتيجية جديدة ترسخ العمل بنظام الحوكمة الالكترونية والانتقال من الدفع النقدي الى الدفع الألكتروني وقد اطلعت على تصريحات شخصيات مالية ونقدية ورؤساء بنوك تدعم هذا الاتجاه وتؤكد أهميته البالغة وأثره الايجابي على الاقتصاد الوطني.
وقد اكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على أهمية انهاء التعامل بالنقد الكاش والتحول الى الدفع الألكتروني وتوزيع البطاقة البنكية التي يحتفظ بها كل مواطن خاصة مع تعود الموظفين والمتقاعدين والمتعاملين مع البنوك ومؤسسات مصرفية على التعامل ببطاقات الدفع والاستلام وكذلك المحفظة المالية التي بدأت شركات الهاتف النقال العمل بها واثبتت نجاحها وتسهيل مهام التعامل بين المواطن والمؤسسات الرسمية والبنوك والمصارف وعمليات التبضع وتعبئة الوقود والتحويلات المالية المتعددة ولابد من دعم تلك الاستراتيجية والمضي فيها والتثقيف لها بطرق ووسائل متعددة وعن طريق وسائل الاعلام والمنصات الالكترونية والمقالات والظهور التلفزيوني والورش والندوات التثقيفية والتعريفية وضرورة ان يكون لدى كل مواطن بطاقة دفع ألكتروني من أجل أن يتحسن الاقتصاد ويتم محاصرة الفاسدين.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار