الدينيةالمحلية

الحسين “عليه السلام”.. انتصار القيم والمبادئ الإنسانية على السيف

محمد فاضل الخفاجي :
ونحن على أعتاب شهر محرم الحرام، نستذكر الحادثة التاريخية، هي انتصار القيم والمبادئ الإنسانية على السيف، والتي نستلهم الدروس والعبر منها على مر العصور، لأنها أحيت المبادئ والقيم المقدسة في نفوس وعقول الأجيال المتعاقبة، وأعطت الدروس المشرقة عن التضحية في سبيل القيم الإسلامية والإنسانية.

أن الإمام الحسين (عليه السلام) أراد من خلال ملحمة الطف إعطاء درس متكامل في المبادئ، والقيم “الدينية والأخلاقية والإنسانية” لكلّ بني البشر، فالقائد والمصلح يضحي بكل ما يملك في سبيل إقامة أُسس العدل والخير. في قانون الإمام الحسين عليه السلام، ليس أن يبقى القائد حياً بعد الثورة، وليس اعتبار بقائه حياً في تحقيق النصر، بل ربّما يكون موته فاتحة للنصر الأكبر (كما حدث في ملحمة الطف) .

إن الحسين بن علي هو شخصية هامة في تاريخ الإسلام، حيث قام بثورة وشهد على التغير الذي حدث في المملكة الإسلامية المعروفة بعدها بالخلافة الأموية. اقترن اسم الحسين بالثورة بسبب معركة كربلاء المقدسة، التي وقعت في عام 680م، حيث خاض مع اصحابه نضالًا عنيفاََ ضد قوات يزيد بن معاوية (لعنه الله) .
يعتبر انتصار الحسين في كربلاء نصرًا فضيلاً على السيف. على الرغم من استشهاده واستشهاد جميع أصحابه، فقد استطاع بناء حركة نضالية قوية ضد القوة الظالمة والفاسدة المتمثلة في الخلافة الأموية. بعد استشهاد الإمام الحسين، انتشر صوته ومبادئه في العالم الإسلامي، وتحولت شهادته إلى زخم ثوري ينتشر في جميع أنحاء المنطقة.

لهذا السبب يُعتبر الحسين عليه السلام رمزًا للعدالة والتضحية في التاريخ الإسلامي. إنه يذكرنا بأهمية القتال بحكمة وشجاعة من أجل الحق والعدل بغض النظر عن النتائج النهائية. تظل شهادته ملهمة للناس في جميع الأوقات، حيث يُشجع على الوقوف في وجه الظلم والاستبداد والتضحية بأجل العدالة والقيم الإنسانية.

في الختام، يعد الحسين بن علي رمزاََ لمفهوم الانتصار الحقيقي. لقد فاز بالرغم من اسشهاده في المعركة العسيرة، حيث فاز بشهادته وبدعوته للعدل والحق. تظل مذبحته في كربلاء بمثابة تذكير للبشرية حول أهمية النضال من أجل العدالة والقيم النبيلة، وأن الدم يمكن أن ينتصر على السيف في نهاية.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار