الدينيةالمحلية

الحسين خارطة إصلاح

الحسين خارطة إصلاح
✍️ عبير القيسي

بعد حادثة حرق كتاب الله القرآن الكريم على يد من هو إبليس حقا، وهناك من تداعى بحبه للاسلام وغيرها واخرون اتخذو موقف الصمت حيال هذه الظاهرة غير المبررة مهما كان الانسان كافراً وجحوداً، ، فليس ذنب الله أن لا تفهم قدسيته وتعتدي على حدوده لكننا نعاني وعانينا من ازمة مسبقة في الفهم والفصل بين الحقائق ومقتضياتها لأننا لو فهمنا الله خير حتى في بأسنا وضرائنا لما وصل حالنا الان الى انعدام مقومات السلامة النفسية
وبعد موت الضمائر الحية فينا حتى صار الاخ يطعن شرف اخيه، والاخت تنال من أختها، والابن يلقي بوالديه في دور السن المتهالكة، بعد أن صار الشخص الواحد منا متعدد الوجوه والاراء فيكذب هنا وينافق هناك .. حتى تحول المجتمع الى غابة يفترسها الذئب الذي بداخلنا كلنا …

ها هو قد حل اهلا ونزل سهلاً شهر العزاء، محرم الحرام.. ففيه العبر العظيمة بأستذكار مصاب آل بيت النبي (عليهم السلام) ومع ذلك نلاحظ مظاهر دخيلة على الاسلام منها التطبير واللطم بما فيه ايذاء الجسد، واحياء المواكب الحسينية بشكل باذخ في الاطعمة والاشربة وأن اغلب هذا الطعام ينتهي بالرمي في النفايات أو تستغله العوائل غير المستحقة له في حين أننا نلاحظ في الكفة الاخرى من منهاج ال البيت وتحديداً نهج الحسين ما هو الا سلك اصلاحي في الاخلاق والتضحية والمبادئ الرصينة، ما هو الا تعاليم اخلاقية في الدفاع عن الممتلكات والحقوق، وما الحسين الا صوت خرج ضد الظالم الذي يبخس مال اليتيم ويأكل حقوق العامة ويسرق ما يحلو له ويطيب من متاع الاخرين وجهودهم ولهذا امثلة كثيرة وغير بعيدة عن شواهد العراقيين فكم من أرملة تعرضت للابتزاز اللا اخلاقي من قبل موظف في الدولة من أجل اتمام معاملتها
وكم من عاطل عن العمل تم استغلاله برشوة من اجل توظيفه
وكم من اسرة تعيش بلا سقف يأويها من لهيب الشمس وغزارة امطار الشتاء؟؟؟
بل عندما نرى مشاهد فظيعة في الفقر الاخلاقي والمادي نشعر أننا في بيئة غير اسلامية ولم تنتمي لتعاليم الله ورسوله واولياءه .. !! لما تتمع به بعض النفوس من قبح دنيء يجعلها تستقوي على الضعيف وهم هؤلاء أنفسهم يبكون على الحسين متراءين بحزنهم عليه، ولمدة شهرين فقط لكنما الامام عليه السلام عمر بأتمه غير محدود بوقت الا وقت نهاية عمر الانسان أن يتبعه ويطيع منهجه في الا يؤذي الناس ولا يظلم فيهم احد مثقال ذرة، وهنا أشعر أن مقالي مقالا مثاليا عن الانسان القويم لكني بت اقرف من مجتمع يحجم امام بدمعة كاذبة أو طعام باذخ وحقيقة الامر أنه خرج لرسالة واحدة مفادها
أن يصلح الانسان ذاته وسوء فعاله والا فسيخرج عليه أهل الحق خروج لا رجعة فيه أما الاصلاح أو الموت.
نعم، من حقك أن تبكي وتنوح وتقرأ القصائد بهذا المصاب الجلل الان وبعده ومتى ما يطيب لك الذكر لكن لا تقترب وفي رقبتك اموال المحرومين، لا تقترب وأنت مليء بالخطايا والذنوب، لا تقترب وأنت عاق لوالديك أو مقصر بحق ابنائك، الحسين قبلة للصالحين أصلح ذاتك وبرء ذممك وافعل ما يحلو لك فعله. البس عرياناً في شهر الحسين أو ارمقه بشربة ماء هذا يكفي لأن تشارك بعزاء ال البيت لكن ارجوك قبل كل شيء كن
صالحاً ومصلحاً.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار