الجقلنبه

الجقلنبه مصطلح عامي او شعبي يقصد به حركة بهلوانية يقوم منفذها بالتقلب الى الامام او الى الخلف، وهي تندرج ضمن الالعاب او الحركة الهوائية.
والجقلنبه هنا سوف نستعيرها من اجل الاشارة الى كل متقلب لا يمكنه الثبات على موقف واحد حتى وان كان ذلك الموقف هو موقف وطني او استحقاق شعبي او استحقاق مكوناتي بل وحتى عدم الثبات والنطق بكلمة الحق؟؟ وهنا قد خرج مصطلح الجقلنبه من مساحته الحركية البهلوانية الى مساحة اوسع وهي النفاق والتلون حسب مقتضيات المصلحة الحزبية او المادية.
وفي يومنا هذا كثرت علينا الجقلنبات، فبعد ان كنا نرى ان من يقوم بحركة الجقلنبه شخصاً واحدا او شخصين؟؟ بدأنا نشاهد الكثير مما بدأوا ينفذون هذه الحركة وبشكل احترافي، لاسيما بعد ظهور ازمة انتخاب رئيساً لمجلس النواب بديلا للسيد الحلبوسي الذي تمت اقالته بقرار قضائي عبر رسالة موبايل.
تعالت الاصوات المهاجمة للسيد الحلبوسي قبل اقالته من قوى سياسية عدة متهمة اياه بانه عميل “اسرائيلي” وانه متحالف مع الكيان الصهيوني الغاصب من اجل تمرير صفقة القرن من خلال تخصيص مساحة من ارض الانبار الى اللاجئين الفلسطينيين لتسهيل عملية احتلال ما تبقى من الاراضي الفلسطينية من قبل الكيان الصهيوني.
بل ذهب احدهم إلى ان حزب تقدم الذي يتزعمه السيد الحلبوسي ما هو الا واجهة لحزب البعث وانه يعمل على تمرير اجندة بعثية وان لديه خططاً ارهابية، وبعضهم كان اكثر رفقا به من خلال اتهامه بانه عميل لدولة الامارات العربية المتحدة ويعمل لصالحها لتمرير بعض الاجندات المشبوهة في العراق حسب قولهم، فضلا عن ممارسة ارهاب السلطة بحق اهالي الانبار لتكميم افواههم وتقييد حرياتهم وغيرها من التهم.
لكن بقدرة قادر ولا اعلم من هو ؟؟؟ ( أعتقده اخضر اللون $ ) بدأ هؤلاء بضرب الجقلنبات ونسيان تصريحات الماضي والاصطفاف للدفاع عن استحقاق السيد الحلبوسي بترشيح مرشحاً بديلا عنه من حزب تقدم حصرا لشغل منصب رئيسا مجلس النواب، لا سيما بعد أن سطع نجم النائب سالم مطر العيساوي كمرشح اول لتولي منصب رئيس مجلس النواب، الامر الذي اثار حفيظة السيد الحلبوسي الذي بدأ بجولة مكوكية لعقد لقاءات عدة مع عدد من هذه القيادات من اجل تفويت الفرصة على السيد العيساوي لتسنم منصب رئيس النواب لأسباب اغلبنا يعلمها؟؟.
وهنا الحلبوسي قد راهن على خيارين: الاول هو تفويت الفرصة على تسنم السيد العيساوي منصب رئيس مجلس النواب، والثاني ، في حال عدم نجاحه من حرمان السيد العيساوي من تسنم منصب رئيس مجلس النواب فانه سوف ينجح في اضاعة الوقت من خلال عرقلة عقد جلسة اختيار رئيس مجلس النواب وهو بذلك سوف يستزف الوقت ويقلل من مدة شغل السيد العيساوي لمنصب رئيس مجلس النواب في حال تم انتخابه.
لذلك على الذين بدوا بضرب الجقلنبات ان يتذكروا ان الاتهامات التي كانوا يكيلون بها ما زال الكثير منها ملتصقا بذاكرة جماهيرهم وقد تستخدم ضدهم في الانتخابات القادمة، لذلك عليكم العمل على ترميم بيوتكم وترك بيوت الجيران لأهلها فهم اولى بعملية ترميمها ؟
اعتقد نحن مقبلون على صيف سياسي لاهب والعراق بحاجة الى مطر ؟؟؟

السياسي المستقل

د. سنان صادق السعدي