المحلية

التمايز بين الرجل و المرأة

🔹 *التمايز بين الرجل و المرأة*🔹
🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
ارى هذا السؤال من الاسئلة المهم التي يجب اثارتها ، وتعطى اهمية في دقة جوابها …
والسؤال الذي يطرح، الآن، هو: هل في القرآن ما ينافي النظرة إلى العناصر المشتركة في شخصية المرأة والرجل، من حيث عناصر الشخصية الإسلامية في أصالتها؟
وفي الإجابة عن هذا السؤال تثار عدّة نقاط هي:
▪️النقطة الأولى: التشريعات المتنوّعة التي توحي بأنّ المرأة نصف الرجل. ويبدو ذلك في الإرث، كما جاء في قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ..} [النساء: 11].
وفي أداء الشهادة كما جاء في قوله تعالى: {فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى..} [البقرة: 282]. 
وقد نجد في النّصوص الدينيّة، استيحاء نقصان حظوظ النساء من الآية الأولى، ونقصان عقولهن من الآية الثانية. كما قد نلتقي، في هذا السياق، بالتعبير الذي يشير إلى نقصان إيمانهن من خلال قعودهن عن الصلاة والصيام في أيام الحيض لتحريم ذلك عليهن..
▪️النقطة الثانية: قوامة الرجل على المرأة التي قد توحي بأنّ مستواها دون مستواه، وذلك من خلال ما نستفيده من الآية الكريمة: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ..} [النساء: 34].
ومن خلال ما صرّحت به الآية الأخرى: {.. وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ..} [البقرة : 228].
فهناك أفضلية للرجل على المرأة؛ الأمر الذي يجعل درجة الرجل، في التقويم، تعلو على درجة المرأة.
▪️النقطة الثالثة: قوله تعالى: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [الزخرف : 18]. فقد نستفيد من هذه الآية، أنّ النظرة التي ينظر بها القرآن إلى المرأة تتمثّل بكونها إنساناً مُعَدّاً للزّينة في أجواء الحلي، من أجل شهوة الرجل، وخاضعاً لعناصر الضعف الكامنة في شخصيته؛ الأمر الذي يجعله غير قادر على الدخول بقوّة في ساحة الصراع في الحياة.
التشريع يلحظ الخصوصيّة
ولنا في ما يتعلّق بهذه النقاط، الملاحظات التالية:
▪️أمّا النقطة الأولى، فإنّ التشريعات الثلاث، لا تدلّ على الدونية في إنسانية المرأة من حيث المستوى، بل كلّ ما تدلّ عليه هو طبيعة حركة توزيع الثروة تبعاً للمسؤوليات التي يتحمّلها الورثة في الوضع الاقتصادي في التشريع الإسلاميّ، الذي حمَّل الرجل مسؤولية الإنفاق على البيت الزوجيّ، بالإضافة إلى تقديمه المهر، وهو ما لا يحمّله للمرأة؛ الأمر الذي اقتضى نوعاً من التوازن في تحديد حصَّة الرجل.
وهذا ما نلاحظه في مفردات الحصص التي قد تعلو فيها حصّة الأبناء على الآباء.
وهو لا يفيد تفضيل الأبناء على الآباء في القيمة الإنسانية في التشريع.
أمّا مسألة أداء الشهادة، فقد علَّلت الآية بالاحتياط للعدالة. فقد تدفع النزعة العاطفية التي قد تكون قوّتها في المرأة أكثر من قوَّتها لدى الرجل إلى انحراف عن الحقّ في أداء الشهادة.
وقد أراد الإسلام أن يكون الموضوع موضع تشاور وتذكير من إحداهما للأخرى، ليستقيم الحقّ في دائرة التوازن في الوعي للمسألة. ولعلّ في تذكير المرأة للمرأة إيحاء بأنّ المرأة الأخرى تملك أمر التركيز للشهادة من خلال اتّزان النظرة، بحيث لا يكون العنصر الأنثوي سلبياً بشكل مطلق، بل يحمل إيجابية التسديد للحقّ، تماماً كما هو ضمّ الرجل إلى الرجل في الشهادة، في البيِّنة التي لا بدّ فيها من رجلين عادلين. وهذا لا يفيد النقصان في الرجل الواحد في مقام الشهادة، من حيث طبيعته العقلية أو الإنسانية.
وفي ضوء ذلك، فإنّنا لا نستطيع اعتبار المرويّ عن الإمام عليّ (عليه السلام)، في نهج البلاغة، منطلقاً من عمق النظرة إلى المرأة في دائرة التأكيد على نقصان إنسانيتها في الحظّ والعقل والإيمان.. بل قد يكون خاضعاً لبعض الظروف والأجواء الخاصّة التي قد تفرض لوناً من ألوان التعبير الإيحائي، أو للواقع الذي تعيشه المرأة بشكلٍ عام من خلال تاريخ الجهل والتخلُّف المفروض عليها في طريقة تربيتها وتأهيلها للحياة الاجتماعية، بالقياس إلى الرجل. وهو ما جعل حركتها في الواقع خاضعة لطبيعة الأسلوب والمنهج التربويّ في نتائجه السلبية على انفتاح شخصيتها في قضايا الحياة، بعيداً عن النقص الذاتيّ في الطبيعة الإنسانية.
أمّا مسألة نقصان الإيمان فإنّنا لا نتصوَّر الأمر تعبيراً وارداً على نهج التعبير الحقيقي في دلالة الألفاظ على معانيها، لأنّ المسألة تتمثَّل في أنّ قعود المرأة عن الصّلاة والصيام يمثِّل تخفيفاً عنها وانسجاماً مع الحالة الجسدية المضادّة للطهارة التي تحتاجها العبادة في روحيّتها تماماً، كما هو القصر في الصلاة والصوم في السفر، تخفيفاً عن المسافر واستجابة لحاجة العبادة إلى نوع من الاستقرار المفقود في السفر.
 وربّما تعش بعض النساء المؤمنات روحيّة العبادة في إخلاصها لله وانفتاحها عليه في تلك الحالة بالمستوى الذي تتمنَّى فيه لو أنّ التشريع أباح لها الصلاة والصيام، فتلجأ إلى الدعاء والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ونحوه؛ الأمر الذي ينفتح على ذكر الله.
وربّما نستوحي من استحباب جلوس المرأة في مصلاّها أثناء الصلاة، في حال الحيض، أنّ المسألة ليست نقصاً في الإيمان، من حيث الوعي الروحيّ للعقيدة وللشعور، بل هو لون من ألوان التخطيط لحركة الإنسان في العبادة، في ما يتعلّق بالجانب الماديّ لجسم العبادة، ومن حيث شروطها الخاصّة؛ الأمر الذي يجب فيه التشريع للمرأة بأن تستمر في الجوّ لتكون العبادة في التأمُّل والذكر والدعاء تعويضاً عن عبادة الصلاة، كما أنّ تشريع القضاء للصيام، في أوقات غير الحيض، يدلّ على أنّ المسألة لا تمثّل حرماناً في العمق، بل تمثّل تنظيماً لأوقات الصيام على أساس الظروف الذاتية لإنسان.
▪️وأمّا النقطة الثانية، فإنّها تمثّل نوعاً من أنواع تنظيم الحياة الزوجية التي جعلت الرجل قائماً على شؤون المرأة من خلال مسؤوليته المالية عن البيت الزوجيّ، ومن خلال بعض الخصائص الذاتية التي يتميَّز بها، وهي التي تجعل قدرته على مواجهة الموقف أكثر من قدرة المرأة في خصوصيات الحياة الزوجية أو الحاجات الذاتيّة الخاصة. وليس من الضروريّ أن تكون المسألة اختلافاً في مستوى إنسانية المرأة بالقياس إلى إنسانية الرجل، من حيث العقل والحكمة والبصيرة ووعي الأمور، ومن خلال العناصر الطبيعية للشخصية في إمكاناتها الخاصّة.
وإذا كان بعض الناس يرى أنّ القوامة، في الآية، تشمل جميع الأمور العامة كالحكم والقضاء ونحوهما، فهناك نظرة اخرى لا ترى ذلك مفهوماً من الآية التي يوحي جوّها العام بالحديث عن البيت الزوجيّ؛ وذلك من خلال التفريع الذي لا يعتبر مجرّد تفريع جزئيّ لأمر عام شامل، بل يمثّل ـــ بحسب الظهور العرفيّ ـــ تفريعاً ذا دلالة على نطاق الشمول في الحكم. ولولا ذلك لكان الحديث عن القضاء والحكم والجهاد أولى من الحديث عن فرض النظام في البيت. هذا من جهة، ومن جهةٍ أخرى فإنّ الآية تتحدّث عن القوامة في الدور الذي يقوم به الرجل إزاء المرأة، لتكون القضيّة، في كلّ جزئياتها التطبيقيّة، قضيّة رجل وامرأة.
وهذا ما لا تتكفّل به قضيّة القوامة في موضوع الحكم والقضاء، فإنّ الهيمنة فيهما على كلّ الناس الذين يتعلّق بهم الحكم والقضاء, ولكن من غير الجوّ الذي تعيش فيه الآية بحسب مدلولها اللّفظي.وقد نضيف إلى ذلك ملاحظة ثالثة، وهي أنّ القوامة انطلقت من الآية، من نقطتي الإنفاق والتفضيل ملاحظةً بعض الخصائص، الأمر الذي يدلّ على أنّهما الأساس في الحكم معاً.
وهذا لا يفيد أنّ القوامة تشمل الأمور العامة، إذ لا علاقة للإنفاق بها، إذا كان التفضيل هو الأساس في تشريعها. وهكذا نجد أنّ القوامة ـــ في نطاق مدلول الآية ـــ لا تمثّل خصوصيّة في انحطاط البعد الإنسانيّ في المرأة عن البعد الإنسانيّ في الرجل بل تمثّل خصوصية معيّنة في المسؤولية عن الحياة الزوجية.
▪️أمّا النقطة الثالثة، فإنّها لا توحي بالضعف من خلال الطبيعة، بل كلّ ما هنالك هو أنّ أسلوباً معيّناً في التنشئة التي قد تترك تأثيراتها السلبية على طريقة نموّ الشخصيّة في المرأة؛ الأمر الذي يجعل لاستبدال أسلوب التربية ٠بأسلوب آخرَ تأثيراً آخرَ، قد يكون إيجابياً في طريقة تطوّر القوّة الشخصية في حركة الوجود الإنساني للمرأة..
وعلى أيّ حال، فإنّ الفقرة المذكورة في الآية لا توحي بالعنصر الذاتيّ للضعف الإنساني في شخصية المرأة إذا لم توحِ بخلافه.
وربّما نستوحي انفتاح المرأة على إيجابيات القيم الروحية بنفس انفتاح الرجل عليها، وصلابة الموقف المتمرّد على نقاط الضعف في داخل الشخصية في الرجل، ليكون الجزاء الإلهيّ فيها هو الثواب والمغفرة واحداً في النتائج الكبيرة عند الله. وهذا ما نستوحيه من الآية الكريمة:
{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [الأحزاب : 35].
إنّه حديث عن المجتمع في الدائرة الواسعة التي تتضمّن الرجال والنساء في ما يريد الإسلام أن يصل إليه في مجال التربية الروحية والعملية التي تؤكّد على مواقع القوّة، بوصفها مواقع الالتزام في الشخصية الإسلامية، من حيث الانتماء للإسلام وللإيمان والانفتاح عليه في ما يتمثّل به من الانفتاح على الله، وفي ما هو القنوت لله والصدق في الكلمة والموقف والنيّة والصبر في مواقع الشدّة، وفي حالات الاهتزاز، والخشوع الذي يعيش فيه الإنسان الشعور العميق في انفعالات روحه وفكره بعظمة الله، والعطاء المتمثّل بالصّدقة في بذل المال حتّى في حالات الضيق في سبيل الله، والصوم الذي يوحي بالإرادة الصّلبة في تحمّل الجوع والعطش والحرمان الغريزي والعفّة عن الحرام في مواجهة ثورة الغريزة الجنسية، وذكر الله في كلّ حال، في وعي الفكر، وفي حركة الموقف.
إنّه الخطّ المستقيم، والحركة الملتزمة القويّة الواعية والقِيَم الروحية المنفتحة على الله، وعلى حياة الإنسان من خلاله.
إنّه مجتمع المرأة الملتزمة، والرجل الملتزم في الإخلاص لله، وهو الذي يحمل أكثر من دلالة على أنّ التربية الإسلامية الواعية يمكن أن تبدع هذه العناوين الكبيرة في الرجل والمرأة معاً، إذا عاشا الظروف الواحدة والخطّ الواحد.
هذه هي إيحاءات هذه الآية. وكم، في القرآن الكريم، من أمثال هذه الإيحاءات التي تجعل الإنسان في إنسانيّته، في موقع النّداء الإلهي الذي يريد أن يجعل الحياة على صورة رسالته.
اللهم احفظ الاسلام واهله
اللهم احفظ العراق و شعبة

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
النقل تعلن بدء استعداداتها لتفويج الحجاج إلى الديار المقدسة وزارة الاتصالات : قريباً البريد العراقي يدخل مجال التسوق الالكتروني العالمي باسعار تنافسية مفتن يتصل بالمنتخب الاولمبي ويوعز بتكريمهم الأولمبي بالتأهل إلى دوري الثمانية الممثلة عبير فريد : والدتي كانت تكسب أجر بكاظم الساهــــر تشتري له الغـداء لانه لايملك ثمن "لفة" مجلس ذي قار يوجه تعميم لكافة الدوائر الحكومية بفتح منفذ ViP خاص لذوي الاحتياجات الخاصة مركز البيانات الوطني وجهاز مكافحة الارهاب يطلقان خدمة الكترونية لصالح ذوي شهداء الجهاز اللجنة الفنية العليا المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر كالسو تصدر تقريرها النهائي الشركـة العامـة للسمنـت العراقيـة تُعلـن عـن إستخـدام الوقـود البديـل فـي معمـل سمنـت سنجـار وإنتـاج... بالفيديو: هكذا ردت شمس الكويتية على متابعة سألتها عن سر عدم ظهورها بدون مكياج الحكومة العراقية تعلن عن موعد افتتاح 3 مجسرات مهمة في العاصمة بغداد