المحلية

التخلص من فوضى الاحزاب … اضغاث احلام ؟

السياسي المستقل
د. سنان السعدي

تتفق الاغلبية ان اهم أسباب ارباك المشهد السياسي العراقي بعد عام 2003هو كثرة وتعدد الاحزاب السياسية ، التي بدأت تنتشر بعد اول تجربة نيابية ، اذ احست القوى السياسية العراقية ان السيطرة على المشهد السياسي لا يتم الا من خلال السيطرة على مجلس النواب وتحقيق الاغلبية ، فتحولت تلك الاحزاب الى مفاقس لتفقيس الاحزاب الصغيرة التي سرعان ما كبرت وخرج الكثير منها من نطاق سيطرة الاحزاب المؤسسة لها .
لم تقتصر فوضى الاحزاب على عددها فقط وانما بكثرة وتنوع برامجها اللا سياسية فاغلب هذه الاحزاب بلا فكر واغلب مؤسسيها من اشباه المتعلمين او انصافهم ، بل تعدى ذلك ان عدوى تأسيس الاحزاب كانت قد انتقلت الى مالكات مراكز التجميل ، كون هذه الاحزاب اصبحت دكاكين مربحة . وتوفر لهن غطاء للممارسات غير القانونية ؟.
لم تشهد اكثر البلدان تخلفا ما شهده العراق فيما يتعلق بتأسيس الاحزاب السياسية ، في ظل ديمقراطية مشوهه ( لا رأس لها ولا قدم ). الى درجة ان بعض الاحزاب السياسية لا تضم سوى بضعة اشخاص وفي اغلب الاحيان هم من العائلة نفسها ،وذلك يؤشر وجود خلل كبير في اداء دائرة الاحزاب والتنظيمات السياسية في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ، واهم خلل قيام بعض الموظفين في هذه الدائرة (سراً) ببيع قائمة اسماء لا تقل عن (2000) شخص مدقق وغير مؤشر عليهم في المسائلة والعدلة وليس لهم قيود جنائية ، من اجل اعتمادهم هيئة عامة للحزب المزمع تأسيسه . بل ذهب الامر الى ابعد من ذلك بان يتم عرض حزب كامل ومؤسس للبيع لعدم تفرغ صاحبه للعمل السياسي ؟ . ادت متلازمة الاحزاب الى فوضى كبيرة في الساحة السياسية . لك ان تتخيل ان الانتخابات النيابية الماضية كان هناك ما يقرب من 300 حزب سياسي مسجل في دائرة الاحزاب .
في اغلب الديمقراطيات الراسخة لا تتعدى الاحزاب الرئيسية المتصارعة على السلطة الحزبين او الثلاثة احزاب ، مثلما موجود في المملكة المتحدة حزبي العمال والمحافظين ، والولايات المتحدة الامريكية حزبي الجمهوريين والديمقراطيين. علما ان ام أهم ما يميز هذه الأحزاب سواء في النموذج البريطاني او النموذج الأمريكي هو الانتماء للوطن ونبذ الطائفية والتطرف القومي العنصري . نعم هناك احزاب صغيرة في هذه البلدان لكنها غير مؤثرة وتعتاش على فتات موائد الاحزاب الكبيرة .
مرارة العيش في وطني مع ارتفاع درجة الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي الوطني بسبب غياب الغاز الوطني في ظل من سرقوا وطني ، دفعتني الى السهر والتأمل حتى تمكن النوم مني ، فاذا انا ارى في المنام حلمين متناقضين تخلص فيهما العراق من فوضى الاحزاب واصبحت فيه كتلتين كبيرتين :
الحلم الاول : ( خير يا ربي خير على قول امهاتنا ) هو توحد العرب سنة وشيعة في كتلة واحدة عربية عابرة للطائفية مع وضع برنامج وطني شامل واغلاق جميع الدكاكين من اجل تحقيق اغلبية عربية ، فاصبح هناك كتلة عربية في موجهة كتلة كردية ، وذلك ادى الى ظهور كتلتين كتلة حاكمة واخرى معارضة . الا اني هذا الحلم لم يستمر طويلا فقد استفقت من حلمي هذا بسبب انقطاع التيار الكهربائي الوطني ، فذهب لأشرب قليلا من الماء فوجدت ان الماء قد انقطع ، فأصبحت حينها بلا ماء وكهرباء ، فانقذني صاحب المولدة الاهلية الذي يبتزني بإرادتي . فاستغفرت ربي عن ذلك الحلم الذي يحمل افكارا قومية مقيته أكل عليها الدهر وشرب . فارهقني السهر مما دفعني الى النوم مرة اخرى فاذا انا ادخل في الحلم الثاني .
الحلم الثاني : ( خير يا ربي خير على قول امهاتنا ) . هو قيام السنة العرب بتشكيل كتلة سنية موحدة من خلال اتحادهم مع اخوتهم الكرد ، فاصبح هناك كتلتين كبيرتين كتلة سنية واخرى شيعية .وذلك ادى الى ظهور كتلتين كتلة حاكمة واخرى معارضة ، غير اني لم اكمل حلمي هذا بعد ان ايقظني بائع الغاز . فحمدت ربي باني لم اكمل الحلم الثاني كونه يحمل افكارا طائفية ممجوجه قد يشمئز منها ساسة العراق لانهم يكرهون ويمقتون الطائفية .
اضغاث احلام نعم هي اضغاث ، فتحقيق هذين الحلمين يحتاج الى ارادة ، داخلية وابعاد الفواعل الخارجية من التدخل في الشأن العراقي ، وعدم التلويح لأتابعهم في العراق بالعصا ، التي كثيرا ما تركت اثارها على ظهورهم ، كذلك ان تحقيق هذين الحلمين يحتاج الى تقديم بعض التنازلات . وانا هنا لا اقصد تلك التنازلات التي تقدمها الفاشنستات او اعلاميات هذه الايام مع اعتزازي بكل اعلامية مهنية ( بيني وبينكم تنازلاتهن اشرف من تنازلات الساسة لأنها تمسهن شخصيا . اما تنازلات الساسة فهي تمس العراق وكل فرد في المجتمع ؟؟؟ يعني هذني هم اشرف مو هذولاك ؟). انا اقصد التنازل عن بعض المتبنيات التي تتبنها هذه الاحزاب سواء كانت طائفية او قومية بل حتى الجغرافية وغيرها .
ختاما اللهم احفظ العراق واهل العراق

السياسي المستقل
د. سنان السعدي

============================++++++++++++++
🛑 ان كل ما ينشر في الوكالة من مقالات، تمثل رأي الكاتب، لاتعتبر من سياسة المؤسسة..

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار