المحليةمقالاتمنوعات

“الاوليغارشية”.. والحكم السياسي

بقلم الدكتورة/ نادية الجدوع

الأوليغاركية Oligarchy أو الأوليغارشية، وهي سلطة الأقليّة الحاكمة بحيث يكون النفوذ محصوراً بفئة صغيرة تستند إلى عصبوية طبقية أو سياسية مجموعة قليلة من الناس تحكم دولة
والنظام السياسي الذي يمارس

الحكم المحلي
يعتبر أفلاطون أوَّل مفكِّر سياسي ذكر الأوليغارشية التي تعني حكم القلّة. وذلك في كتابه «الجمهورية». وجاء أرسطو من بعده، ليعتبر أنَّ الأوليغاركية مسخ للأرستقراطية،وتنتهي دائماً بحكم الطغيان والاستئثار بالسلطة.
ويلخّص ميكيافيللي المصطلح الألوليغارشي في كتابه «المطارحات»، بأنّ الأرستقراطية إذا فسدت تحوّلت إلى الأوليغارشية. ويُستخدم هذا التعبير في العصر الحديث، لوصف الحكومات التي ليس لها رصيد جماهيري، بحيث تعتمد على دوائر التأثير في السلطة، مثل رجال المال والعسكر والعائلات. تتشكّل قيادتها من فئة صغيرة تحتكر أدوات النفوذ، وتحصرها في شلّة متماسكة تتحكم بالقرار لكي تحافظ على وجودها وديمومتها.
من جهة أخرى، تُعتبر الزمرة الحاكمة في الشركات التجارية والمالية، هي نوع من الأوليغارشية العابرة للأوطان ومتعدّدة الجنسيات، لتأمين المصالح… حيث يتركّز القسم الأكبر من الثروة بأيدي قلّة تسيطر على السلطة الاقتصادية في بلد أو أكثر.

الأوليغاركية الأوليغارشية حكم الأقليِّة، حكم السلطة السياسية محصورة بيد فئة صغيرة من المجتمع تتميز بالمال أو النسب أو السلطة العسكرية.
لا يقف مصطلح أوليغارشية على حكم الأقلية داخل الدولة، لكنه ربما يتعدي لتحكم القلة في مصائر الغالبية في دول العالم، من أجل مصالحهم في المقام الأول.
فمصالح الزمرة الحاكمة في البلاد والموزعة على مختلف القطاعات الاقتصادية (المجمع العسكري – الصناعي – الطاقة – عالم المال – صناعة الأدوية) هي نوع ما من أنواع الأوليغارشية عابرة الأوطان ومتعددة الجنسيات، تخضع لإيديولوجية متناغمة مع تلك المصالح.
ويلخص ميكيافيللي المصطلح الألوليغارشي في كتابه المطارحات أن هناك ستة أنواع من النظم السياسية إذا تحولت فسدت.
– الملكية المستنيرة، إذا فسدت تحولت إلى الملكية الاستبدادية.
-والأرستقراطية إذا فسدت تحولت إلى الأوليغارشية.
والديمقراطية إذا فسدت تحولت إلى الفوضوية

والأحزاب السياسية الأوليغارشية
بعد محاولة سريعة للتعريف بالأوليغارشية،

وهو دراسة سوسيولوجية عن ظاهرة الأحزاب السياسية، التي كانت لا تزال في تلك المرحلة في بداية ظهورها.

ودور قيادتها، ووصول مجموعة صغيرة إلى تولّي السلطة. وتناول فيها، أيضاً، الشؤون الخاصة برؤساء الأحزاب والنقابات وقادتها في تلك الفترة، بالإضافة إلى تأثيرات هذه الشؤون والشجون على تصرّفاتهم داخل صفوف أحزابهم، وعلى القرارات الصادرة

وكذا سلطة الزعماء على الجماهير»، عبر إبراز حاجة الجماهير إلى قادة، بعدما لاحظ «لامبالاة سياسية» من قِبل الجماهير، حيث «أقلية بسيطة جداً، تشارك في قرارات الحزب. أمّا القرارات الأكثر أهمية التي تُتّخذ باسم الحزب… تصدر عن حفنة من المنتسبين

وتتحوّل الأوليغارشية إلى ثقافةٍ وهو الجانب الخطير فيها، لأنها ثقافة فوقية فهي تعمل وتقوم على إبعاد الهويات الأساسية وتبديلها إلى هويات انعزالية وعدوانية تعمل بوظيفة تتمثّل في خدمة الفئة الصغيرة ( الأوليغارشية) والتي قد تؤدّي إلى العنف على الهوية خاصةً من الناس البسطاء والعاطفيين الذين قد ينحدر بهم إلى الإرهاب والأعمال الإرهابية من خلال إذكاء الهوية الدينية أو المذهبية وخاصةً المتشددين وأصحاب النظريات الأيديولوجية القومية والإسلام الراديكالي للوصول إلى السلطة كما ظهر جلياً ، بعد ثورات الربيع العربي ، كيف حاول الكثير من رجال السلطة التي كانت تمثّل تلك الفئة القليلة الحاكمة وانخرطوا في صفوف الثورة ليكون لهم مكان في النظام القادم؛ إن تكللت بالنجاح ، والخطر الآخر ولكي تحافظ هذه الفئة أو المجموعة على كيانها واستمراريتها تتوجّه إلى تشويه الهويات واختصارها وإهمالها ليعمل على التصادم الأفقي في المجتمع، وهذا ما يظهر دائماً في الأنظمة الاستبدادية كإيجادها صراعات بين الاثنيات الدينية والعرقية وغالباً ما يظهر في المجتمعات غير المتجانسة عرقياً ودينياً ، فتقوم باستغلال ذلك للحفاظ على سلطتها وسيطرتها على مقدّرات المجتمع ؛ لأنها بذلك ستكون قادرة على قيادة الناس ويصبح المجتمع سهل الانقياد ، ولكن هذه الثقافة التي يزرعها ويرسّخها النظام الأوليغارشي غالباً ما ينتهي بعد فترةٍ معينة وبدل أن يكون الصراع بين الجماعات والمجموعات الصغيرة يتحوّل بين المجتمع وهذه السلطة بسبب أخطائها التي تراكمت لفترةٍ طويلة، لذلك لايمكن أن تكون الأوليغارشية نظاماً للحكم بشكلٍ أبدي بسبب تهديدها لوحدة المجتمع وتقسيمه الذي يؤدّي به إلى عدم الاستقرار .

================
🛑 ملاحظة ان كل ما ينشر من مقالات تعبر رأي الكاتب ولا تعتبر من سياسة الوكالة.. لذا اقتضى التنويه

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار