المحلية

الأنبار بين هجوم ممنهج..وتحالف مؤدلج

د.سيف السعدي
أتساءل لماذا الأنبار؟ ولماذا هذا الاصرار على تحجيمها بشتى الطرق والاعذار ؟ من قنوات مناطقية وحزبية تتبع لأصحاب القرار، وكيف لا لطالما هناك تحالف مؤدلج وثلة قليلة من الانصار ؟ إذ كانوا سبباً في خراب الأنبار، وإدخالهم لداعش دون سابق إنذار، حتى تحررت على يد المقاتلين الاحرار، وكان من نصيبها رجال أخيار من ثم إعمار.

بين فترة واخرى تشهد الأنبار هجمة إعلامية ممنهجة من قبل قنوات حزبية وبمسميات مناطقية ، مرة لمحاربة الفساد مثلما تدعي واخرى للتسقيط، طبقاً لإرادة الفاعل السياسي الممول لها، فتجدها تسلط الضوء على قضايا فردية في الأنبار وتتجاهل قضايا في محافظات أُخرى تتجاوز الأنبار بمليارات السنوات الضوئية، ولا توجد مقارنة، وينطبق عليهم قوله تعالى {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ}، هل لديكم الشجاعة الآن في تصوير مناطقكم سواء في بغداد التي تحولت إلى كتل كونكريتية ومجمعات عشوائية، وغياب التخطيط العمراني، ام عن الفساد المستشري في مؤسسات ودوائر الدولة في محافظات كثيرة؟، هل اصابكم العمى أم تناسيتم بيانات هيئة النزاهة التي تنشر يومياً وبالاحصائيات عن الرشوة والابتزاز، وتبييض الاموال، وصالات القمار، والملاهي وبحماية الاحزاب؟ هذه البصرة الفيحاء شريان العراق النابض لم تستطيعوا على مر الحكومات المتعاقبة انشاء محطات لمعالجة المياه المالحة وتكون للشرب صالحة ، أمّا المحافظات الجنوبية التي تشكوا وتتألم نتيجة نقص الخدمات والبنى التحتية، لم يتناولها الإعلام الحزبي ويتجاوز كل ذلك ويسلط الضوء على الأنبار والسبب لان فيها إعمار، واستقرار.

الحملة الإعلامية الممنهجة ضد الأنبار جاءت بسبب مطالبة ممثلي الأنبار وعلى رأسهم رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بضرورة تطبيق بنود ورقة الاتفاق السياسي المكونة من (٤٠) نقطة مقسمة مابين محور تنفيذي واخر تشريعي ضمن التوقيتات التي تم الاتفاق عليها قبيل تشكيل الحكومة، ولكن بسبب تسويف الإطار وغدر البعض ممن يدعون تمثيل المناطق السنية كانت النتيجة هو عدم تطبيقها لغاية الان، والحلبوسي يجاهد من أجل تنفيذ بنود الاتفاق لأن جماهير المناطق المحررة تنتظر تطبيقها، وهي اشبة بالفرضية كلما ضغط الحلبوسي وممثلي المناطق السنية على ضرورة تطبيق بنود الاتفاق كلما كانت هناك هجمة إعلامية ممنهجة من قبل الإعلام الحزبي المناطقي، وهذا اصبح مشخص لدى الجميع.

يتحدثون عن مدير تربية الأنبار ونجد هجمة ممنهجة ضد هذا الرجل دون معرفة ودراية بتاريخ هذا الرجل وماذا قدم لتربية الأنبار لاسيما بعد احداث داعش والنزوح إلى بغداد وكردستان العراق، من ثم استطاع بعد فترة وجيزة إعادة ترميم قطاع التربية، بناء وإعمار أكثر من ٤٠٠٠ مدرسة، ويحصل على (٥) مرات متتالية أفضل مدير تربية على مستوى العراق، وينظرون للموضوع بعين واحدة ولا ينظرون إلى الجوانب الاخرى في الوزارات التي فيها أعداد ضخمة من مدراء عاميين، ومعاونين منذ عام ٢٠٠٣ لغاية اليوم في مناصبهم، في وزارة الشباب، ووزارة المالية، على سبيل المثال مدير عام دائرة الموازنة في وزارة المالية منذ عام ٢٠٠٣ إلى أن أصبحت وزيرة للمالية في عام ٢٠٢٣، ولم نجد أي من المتقولين يقول أو يتساءل!!!

“وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ،
وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا”،
من لا يشكر الناس لا يشكر الله الأنبار رغم التدمير ورغم مسلسل داعش بحلقاته إلا ان هناك إدارة حكمية استطاعت خلال فترة وجيزة فرض حالة من الإعمار والاستقرار والانسجام مابين الفريق السياسي والأمني الذي انعكس إيجاباً على الحال الاجتماعي ، والكل يعلم خراب الأنبار كان بقرار سياسي والممثل داعش الإرهابي، لأن كلما كان هناك استقرار سياسي انعكس ايجاباً على الجانب الأمني والعكس صحيح، والكل يتربص لخط الاوراق في الأنبار لاسيما هناك شيء اسمه “بندقية للإيجار” من أجل اعادة انتاج مسلسل جديدة وبمسمى يختلف عن مسلسل داعش.

لذلك هي دعوة لأبناء الأنبار أن يميزوا بين السمين والغث، والصحيح والسقيم، بين من خرب ودمر وبين من فرض استقرار سياسي وأمني وعمَّر.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار