السياسية

مع المتغيرات التي شهدها العراق.. السيد عمار الحكيم يؤكد الحديث عن نجاح التجربة من عدمه يحتاج إلى حسم هوية الدولة

أكد السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني، اليوم الأربعاء، الحديث عن نجاح التجربة من عدمه يحتاج إلى حسم هوية الدولة .

جاء ذلك خلال استضافتنا في منتدى العراق تحدثنا عن طبيعة النظام السياسي والتحديات والأولويات التي واجهها العراق، مبيناً أن الحديث عن نجاح أو فشل النظام السياسي يحتاج معيارية لقياس ذلك مع لحاظ طبيعة المتغيرات التي شهدها العراق والهواجس والمخاوف والأدوار الخارجية التي رافقت عملية التغيير .
وأضاف الحكيم، أيضا أن الحديث عن نجاح التجربة من عدمه يحتاج إلى حسم هوية الدولة وفلسفتها وطبيعة الرؤى و الاستراتيجيات والأولويات المنبثقة منها و الخطط و البرامج المترتبة عليها، إذ أكدنا أن الهوية لم تكن محسومة في بعدها السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وأكد أيضا أن المعيارية تحتاج إلى معادلة حكم عادلة و متوازنة وهذه تحتاج إلى توازنات مناطقية و تحالفات وطنية عابرة للمكونات مع حفظ التوازنات الاجتماعية فيها، كما أشرنا إلى أهمية المؤسساتية وقلنا إنها بحاجة إلى ثورة إدارية لمعالجة البيروقراطية و مكافحة الفساد و رؤية تنموية و عمرانية و خدمية واضحة، وأن قوة المؤسسات ودور الأفراد تعيش علاقة عكسية ، فكلما قويت الأولى ضعفت الثانية والعكس صحيح، ودعونا إلى الخروج من الدولة الريعية نحو خماسية الزراعة والصناعة والسياحة والاستثمار والتكنولوجيا.
وشدد السيد الحكيم على الاهتمام بالنوع كمدخل لتحقيق التنوع ، والحاجة الماسة لصيانة منظومة القيم بكل عناوينها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعلينا أن نعترف بوجود خلل قيمي في الجانب الاجتماعي بدلالة المخدرات والجريمة المنظمة وما شاكلها.
ودعا أيضا إلى علاقات خارجية إقليمية ودولية باعتبارها النقطة الخامسة في تقييم بناء الدولة في التجربة العراقية، وأكدنا أن العراق يقترب من نهاية المرحلة الانتقالية على الرغم من التعقيدات ، وبدأنا نعيش ملامح الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي.
كما أشار أيضا إلى طبيعة النظام السياسي وعلاقته بالدستور، وقلنا إن الدستور حدد شكل النظام السياسي ولدينا إشكالات في التطبيق على الرغم من حاجة الدستور إلى التعديل في بعض المواضع، ولفتنا إلى أن الصراع السياسي الذي حصل في الفترة الماضية أسهم في طرح نظريات التطوير مما أدى إلى انبثاق إئتلاف حاكم عابر للمكونات تلتقي فيه كل القيادات للتداول والتشاور، وبيّنا أن الأهم في ذلك أن اجتماع القادة بات حدثا عاديا ولم يعد كما كان حدثا استثنائيا تعج به الفضائيات.
وتابع بالقول إلى متغير جديد علينا لحاظه يتمثل بالتزام الحكومة بالبرنامج الحكومي والعودة إليه في كل تفصيلة، وبيّنا أن السيد السوداني أتعب من سيأتي بعده ، فالخطوة بينت للجمهور الحاجة إلى منهاج ملزم لمن يطرحه وفق أولويات واضحة يحاسب عليها وقلنا إن كل ذلك يسير في إطار تراكم الخبرات والإيجابيات.
وفي موضوعة الدستور قلنا إنه يحتاج إلى التقرب من الواقع بتعديلات متفق عليها وفي بعض المواضع نحتاج إلى تقريب الواقع من الدستور، وبيّنا أن استقرار النظام السياسي يقاس بقدرته على تجاوز التحديات والأزمات وتكييفها معه واستشهدنا بتجربة تشرين وكيف استطاع النظام السياسي احتواءها وفسح المجال أمام ممثليها في التعبير عن أنفسهم في مساحة الدور النيابي والاستحقاقات القادمة.

وبين بعضا من نتائج جولتنا الرمضانية إلى قادة المنطقة، وقلنا إن الهامش المشترك بين الجميع هو مدى الاعجاب بما حققته التجربة العراقية والقناعة بأن استقرار العراق استقرار لعموم المنطقة، وذكرنا أن العراق بحكم حجمه ومكانته وتاريخه وثرواته مؤهل للعب دور في تقريب وجهات النظر بين فرقاء المنطقة، وأكدنا ضرورة توفر إطار جامع لإدارة الاختلافات كي لا تتحول إلى خلافات، فيما دعا إلى عدم القلق من الاختلاف لأنه أمر طبيعي في نظام ديمقراطي تعددي و المهم وضع قواعد لإدارة الاختلاف عند حدوثه.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار