السياسية

سيد الحكيم خلال خطبة عيد الاضحى المبارك : الحكومة والبرلمان والقوى السیاسیة مدعوون للالتزام بمنهج الوحدة والتآلف والصبر والتراحم

((وان_بغداد))
أكد السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني، اليوم الخميس، على إن الحكومة والبرلمان والقوى السیاسیة مدعوون للالتزام بمنهج الوحدة والتآلف والصبر والتراحم.
وقال الحكيم خلال خطبة صلاة عيد الأضحى، (29 حزيران 2023)، “إننا في العراق نعي ھـذه المسألة جیداً.. ونعرف آثار التناحر والاختلاف بین أبناء الوطـن الواحد.. ونعمل جاھـدین في كل حراكنا السـیاسـي على تأكيد أهمية ھـذه الرباعـیة ودورها في تعزیـز الوحدة الوطـنیة والتآلـف المجتمعي، فـھما مـفتاح الإعـمار والـبناء والاسـتقرار فـي بـلد مـثل الـعراق یـتمیز بـتعدد الأعـراق والـقومـیات والـمذاھـب والأديان والمشارب”.
 
وأضاف أن “الحكومة والبرلمان والقوى السیاسیة مدعوون للالتزام بمنهج الوحدة والتآلف والصبر والتراحم، فكلما حل الخلاف بیننا، كلما تراجعنا عن تطوير البلد وتعزیز استقراره وازدھاره، فحینما نتوحد في الكلمة والموقف، فلن نسمح للخارج أن یتحكم فینا ، وحینما نتآلف بقلوبنا قبل عقولنا.. فلن یكون للخلاف سبیل بیننا، وحینما نصبر على التحدیات والمصاعب.. سنقوى أكثر وسننتصر، وحینما نتراحم ونتعاون.. ستشملنا الرحمة والبركة، وحینھا سوف نبني مجتمعاً صالحاً وشعباً قویاً.. لا تھزه العواصف العابرة.
 
 
وعن الأولویة الاقتصادیة في العمل السیاسي، ذكر الحكيم أنه “تـم إقـرار مـوازنـة الـبلد لـثلاثة أعوام مـقبلة.. وھـي بـادرة مـختلفة عـن جـمیع الـموازنـات الـسابـقة.. وقـد اتـفقت الـقوى السـیاسـیة عـلى ھـذه الخـطوة دعـما مـنھا لاسـتقرار الـحكومـة وتـمكنھا مـن الـمضي قـدمـا نـحو الـمسار الإصـلاحـي الاقـتصادي لـلبلد.. لاسـیما وأن جزءاً مهماً من الـموازنـة قـد تـم إعداده لـمشاریـع اسـتثماریـة تسعى في أغـلبها لاستكمال المشاریع المتلكئة.. وھي فرصة كبیرة للحكومة یجب استثمارھا بأفضل مايمكن”.
 
وتابع، وحيث أنـه لا یـمكن الـبناء والإصـلاح مـن دون اسـتقرار سـیاسـي ومـالـي مـعاً.. فكـذلـك لا قـیمة لأي عـمل سـیاسـي أو حكومي إذا لم یؤُمن مصالح الشعب ویحقق لھم حیاة كریمة تلیق بھم، والیوم .. بعد أن قطعنا أشواطا طویلة في بناء وإدامة عملیة سیاسیة تراعي كلياً حیثیات المجتمع العراقي و أولوياته”.
 
وقال الحكيم إنه “تمكن نـظامـنا السـیاسـي رغـم الھـزات الـعنیفة الـتي تـعرض لـھا .. مـن الـصمود والـمضي نـحو استكمال وبـناء نظام دیمقراطي اتحادي یسوده القانون والاحتكام إلى الدستور.. وقد آن الـتحول نـحو الـعملیة الاقـتصادیـة وتـركـیز الـجھود السـیاسـیة والـتنفیذیـة لإنجاح ھـذه الـعملیة الإصلاحیة الكبرى وتعمیمھا في مؤسسات الدولة”.
 
وأشار إلى أنه “یجب أن تكون سیاستنا الخارجیة منطلقة من أھداف وثوابت العملیة الاقتصادیة، ویجب أن تكون برامجنا السیاسیة والإنتخابیة منطلقة من أسس العملیة الاقتصادیة وآفاقها ومدياتها، ویجب أن تكون معایير التقییم الحكومي والبرلماني قائمة على منجزات العملیة الاقتصادیة وخططها السليمة، فأولويتنا یجب أن تكون اقتصادیة.. وخططنا یجب أن تكون اقتصادیة.. وبرامجنا یجب أن تكون اقتصادیة، لأن التحديات والمخاطر الاقتصادیة المقبلة ستكون كبیرة ومؤثرة، ولن نستطیع مواجھتھا من دون التھیؤ المسبق لتداعـیاتھا والقدرة على تـحویـل الـمخاطـر إلـى فـرص حـقیقیة قـابـلة للاستثمار والنجاح”.
 
وقال إنه “قد نختلف فـي طبیعة الخطط وفي آلیات تـنفیذھـا .. لكن المھم هو الاتفاق على جعل العملیة الاقتصادیة ھي المنطلق وهي الأولویة في حراكنا وفي عملنا الحكومي والبرلماني، وعلى الرغم من التحدیات الجسيمة.. إلا أن لدینا فرصاً كبیرة في الاستثمار والبناء الاقتصادي.. فلدینا فرص الاستثمار الزراعي.. ولدینا الأیادي العاملة.. ولدینا الخبرات الصناعیة المتراكمة.. وولدينا الفرص الواعدة في السياحة الدينية والأثرية والثقافية، ولدينا فرص كبيرة قادرة على جذب المستثمرين والمال الخارجي لصالح بلدنا، ولدینا القدرة على رفع الإنتاج النفطي والاستثمار الغازي وزیادة المدخولات النقدیة”.
 
ولفت الحكيم إلى أن “أكثر من (600) ألـف طـالـب یـؤدون امـتحانـات السادس الاعدادي.. مما یعني أنـھم سـیتوجـھون بعد أسابيع إلى الالتحاق بالـكلیات والجامـعات.. وخلال أربع سـنوات سـیكون أمـامـنا أكـثر مـن نـصف مـلیون شـاب یـنتظر فرصة عمل تلیق به وبأحلامه وطموحه.. وھذا العدد في تصاعد كل عام، فهل نتعامل مع ھذه الأعداد بالتوظـیف الحكومي الذي أغرق الحكومـة العراقـیة وأثقل كاهل الدولة وجـعلنا أمـام قـنبلة مـالـیة موقوتة؟”.
 
وتساءل الحكيم، “ھل نتعامل مع ھذه الطاقات الكبیرة برواتب الرعایة الاجتماعیة..؟”، لافتاً إلى أن “ھـذا الـمناخ الإیـجابـي فـي طـبیعة الـعلاقـة الـدولـیة فـي مـنطقتنا تـعد مـن أبـرز الـفرص الـتاریـخیة الـتي یـجب أن نستثمرھا الیوم لتأسيس إستراتیجیة إقلیمیة بعیدة المدى تصب في مصالح شعوب المنطقة جميعاً”.
 
وتابع، “ولا ننسـى أن الـعراق كـان لـه الـدور الأكـبر فـي تـقریـب وجـھات الـنظر الـمتقاطـعة.. وھـو دوره المعهود والنوعي الـذي یـجب أن یبقى محافظا علیه، فالمصلحة العراقیة تقتضي تحقيق الاستقرار الإقلیمي.. والتعاون والتكامل الإقلیمي”.
 
ودعا الحكيم، “إتـباع سياسة خـارجـیة حـكیمة ومدروسة تسعى إلى استثمار الطاقـات الوطـنیة والدولیة باتجاه تحشـید دولي واقـلیمي یـؤسـس إلى شراكات إستراتـیجیة بـین الـعراق وأشـقائـه فـي مجـلس الـتعاون الخـلیجي من جھة.. وبينه وبين دول الجوار والدول الأساسیة في المنطقة من جھة أخرى”.
 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار