السياسية

خلال مشاركته في الحفل التأبيني بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل جلال طالباني.. رئيس الجمهورية: مام جلال رمز كردي وعراقي وطني يفتخر به ماضي العراق وحاضره ومستقبله

شارك فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد والسيدة الأولى شاناز إبراهيم أحمد، اليوم الثلاثاء 3 تشرين الأول 2023 في الحفل التأبيني بمناسبة الذكرى السادسة لرحيل رئيس الجمهورية الأسبق جلال طالباني، الذي أقيم في بغداد بحضور كل من رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، وقادة الكتل والاحزاب وكبار المسؤولين والشخصيات.
كما حضره رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني السيد بافل طالباني، ونائب رئيس حكومة إقليم كردستان السيد قوباد طالباني .
وألقى السيد الرئيس كلمة بهذه المناسبة، أكد من خلالها، أن مام جلال تمكّن في حياته من جمع الحكمة ورص الصف وتوحيد الموقف، وفي ذكرى رحيله يوحّد الجميع ويذكرهم أن العراق وشعبَه أكبر من كل المصالح الضيقة.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن مام جلال أثبت أنه جزء لا يتجزأ من شعب كردستان والعراق، فهو رمز كردي وعراقي وطني يفتخر به ماضي العراق وحاضره ومستقبله، وقضى الراحل الكبير أكثر حياته متنقلاً بين البلدان العربية والأوروبية وغيرها، حاملاً معه الوطن قضيته الكبرى، فأرعب بحمله الأمانة النظام السابق وأصبح بهذا الجهاد الذي استمر عقوداً طويلة أملا لأبناء الوطن في حياة حرة كريمة ديمقراطية.
وأضاف فخامته لقد غادرنا القائد العظيم مام جلال تاركاً إرثاً نضالياً كبيراً يفتخر به الوطن وتعتز به كردستان؛ فمام جلال كان نقطة الضوء ومصباح الأمل ودليل الطريق الى عراقٍ حرٍ مستقر.

وفي ما يلي نص كلمة فخامة رئيس الجمهورية:

“السيدات والسادة الحضور المحترمون ..
السلام عليكم ..
نجتمع اليوم لإحياء ذكرى أحد أبرز زعماء العراق الوطنيين والرمز الكردي الخالد الراحل الكبير مام جلال، الذي تمكّن في حياته من جمع الحكمة ورص الصف وتوحيد الموقف؛ لمجابهة نظام شمولي وزّع ظلمه على أبناء الشعب العراقي بعدالة، وفي ذكرى رحيله، يوحّد الجميع ويذكرهم أن العراق وشعبَه أكبر من كل المصالح الضيقة.
عرفت مام جلال مذ كنت طالباً في المرحلة الثانوية ورافقته صديقاً ومعلماً وقائداً، كما أن صلة الرحم الاجتماعي كانت مصدر إلهام وفخر لي طيلة حياتي.
أثبت مام جلال أنه جزء لا يتجزأ من شعب كردستان والعراق، فهو رمز كردي وعراقي وطني يفتخر به ماضي العراق وحاضره ومستقبله.
قضى الراحل الكبير
أكثر حياته متنقلاً بين البلدان العربية والأوروبية وغيرها، حاملاً معه الوطن قضيته الكبرى، فأرعب بحمله الأمانة النظام السابق وأصبح بهذا الجهاد الذي استمر عقوداً طويلةً أملاً لأبناء
الوطن في حياة حرة كريمة ديمقراطية. وأثمر نضاله عن عراقٍ ديمقراطي يقوم على التعددية والتداول السلمي للسلطة ويؤمن بالرأي والرأي الآخر.
لقد غادرنا القائد العظيم مام جلال تاركاً إرثاً نضالياً كبيراً يفتخر به الوطن وتعتز به كردستان؛ فمام جلال كان نقطة الضوء ومصباح الأمل ودليل الطريق الى عراقٍ حرٍ مستقر، ورحيله خلّف فراغاً كبيراً يصعب سدّه، لكن إرثه الكبير صار دليلاً لكل مَن يتصدى للقيادة في الدولة والقيادة في الاحزاب، وسنبقى سائرين على نهجه.
لم يكن مام جلال شغوفاً بالسياسة حسب، لكنه كان منظّراً اجتماعياً ومثقفاً، مؤمناً أن لا حياة حرة كريمة دون عدالة اجتماعية.
تعلمت من القائد الكبير مام جلال أن مجالسة الخاصة والعامة والاندماج بالمجتمع ضرورة لا بد منها، للاطلاع على هموم الناس ومعرفة مشاكلهم، فالقائد الحقيقي هو صنيعة المجتمع وابنه البار، وقد عمل مام جلال طيلة حياته على الاندماج بالمجتمع والتعرف على همومه. وعملاً بسيرته المحمودة، عملنا ومذ تولينا مهام عملنا على إجراء زيارات ميدانية للاستماع عن قرب لما يعاني منه المجتمع والمشاكل التي تواجهه والعقبات التي تعترض مفردات حياته.
لقد وضع الزعيم مام جلال كل تاريخه النضالي وخبرته الاجتماعية في خدمة العراق، فكان القائد العامل على رفع المعنويات في الوقت الذي سيطر فيه اليأس على قلوب الناس نتيجة الاضطهاد والظلم واستخدام العنف المفرط، مؤكداً حقيقة ان لا سلطان أكبر من سلطان الشعب ولا إرادة تعلو على إرادته.
آمن مام جلال أن الشعب العراقي بتنوعه ومكوناته عنصر قوة لا ضعف، وكان يردد دائماً عبارة “كلنا معاً نكون أجمل كشدّة الورد” ومن هنا عمل مع رفاق دربه في النضال من كافة مكونات الشعب العراقي على إرساء دعائم النظام السياسي الجديد بعد سنة 2003.
ولم يغفل الجانب الدولي، فقد كان يتنقل بين المنظمات الدولية والإقليمية حاملاً هم الوطن، فعمل على حشد الجهد الدولي من أجل القضية العراقية، وعمل على فضح ممارسات النظام السابق الدموية.

لقد قضى مام جلال حياته في العمل النضالي المسلح، لكنه كان يؤمن بأن الحل السلمي هو الطريق الأمثل لحياة آمنة مستقرة، وأن كلمة السلام مهما كانت كبيرة تبقى أدنى من كلمة الحرب التي دائماً ما تكون حياة الشعوب واموالها ثمناً لها.
اعتذر للاختصار فحياة واستحقاق وتاريخ الزعيم مام جلال أكبر من أن تُلخّص بصفحات او سطور، وتكفيه كلمة المرجع الأعلى سماحة السيد علي السيستاني فيه حين وصفه بأنه (صِمام أمان العراق).
الرحمة والخلود للزعيم الكبير مام جلال، وخالص المواساة لرفاقه ولأسرته ولكل من سار على نهجه.
والسلام عليكم”.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار