السياسيةالعربي والدولي

تقرير: الإطار يسعى للهرب من قبضة إيران باتجاه أميركا

يفترض الاطار التنسيقي، 3 سيناريوهات محتملة وراء اعادة انتشار القوات الامريكية في المنطقة وقرب الحدود الغربية، احدها اغتيال قيادات في الحشد. وتتحدث مراكز الدراسات داخل “الاطار” الذي يقود الحكومة، عن “حرب قريبة” قد تندلع في داخل الاراضي العراقية او في دول محيطة.
  
 
ويحاول التحالف الشيعي، من اجل تخفيف على الاقل تبعات ماقد يحدث، رفع درجة التقارب مع الولايات المتحدة رغم وجود بعض “المحاذير” و”تأثيرات مضادة”. وامس نفى متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ما يتم تداوله في الإعلام المحلي ووسائل التواصل الاجتماعي حول تحركات عسكرية أميركية في داخل العراق.
 
وأكد المسؤول بحسب قناة الحرة الاميركية، “عدم حصول أية تحركات من هذا القبيل في الأيام القليلة الماضية، سواء كان باتجاه العراق أو داخله”.
 
وأشار المسؤول إلى أن مقاطع الفيديو المتداولة على أنها لقوافل أميركية “لا علاقة لها بالقوات الأميركية”.
 
وكشفت صفحات معنية بالتقنيات على مواقع التواصل الاجتماعي، عن ان بعض المقاطع المتداولة مؤخرا، جرت في أفغانستان وليس العراق.
 
وكانت مواقع الكترونية قد اعلنت ماوصفته بـ”ساعة الصفر” لدخول القوات الامريكية واسقاط النظام.
 
واعادت صفحات على “فيسبوك” فيديو قديم للنائب السابق فائق الشيخ علي وهو يؤكد تحذيره المشهور بحدوث “انقلاب” في عام 2024.
 
لكن ليست مواقع التواصل الاجتماعي لوحدها هي من تروج لاخبار الحرب، فمنصات اخبارية قريبة من الحشد نقلت أخباراً عن مصادر لم تكشفها حول تحركات امريكية.
 
وذكرت تلك المنصات ان عمليات استطلاع بري أجرتها القوات الأمريكية قرب قواعدها العسكرية غربي الانبار وعلى الحدود السورية “لاول مرة بعد توقف دام سنوات”.
 
واعتبرت ان عملية الاستطلاع جاءت لتأمين ارتال القوات الامريكية القادمة من المحافظات الشمالية باتجاه المناطق الغربية ومنها الى العمق السوري، في اشارة الى وجود تحرك وشيك للقوات.
 
وفي السياق ذاته زعم حسن سالم، النائب عن عصائب اهل الحق، دخول 2500 جندي امريكي الى العراق.
 
وقال سالم في تصريحات صحفية إن “2500 جندي امريكي مسلح دخلوا إلى الاراضي العراقية واستقروا في قاعدة عين الاسد الجوية، بالإضافة إلى وجود آليات عسكرية وطائرات حربية”.
 
وتابع أنه “منذ اكثر من اسبوعين دخلت القوات الامريكية الى قاعدة عين الأسد، ولا نعرف دخول القوات هل كان بعلم الحكومة أو دون علمها”.
 
الى ذلك قررت الحكومة تشكيل لجنة عليا مشتركة لتنفيذ مخرجات الحوار مع التحالف الدولي لمحاربة “داعش”، عقب ايام من عودة وفد عسكري رفيع من زيارة اجراها الى واشنطن.
 
وقال الناطق العسكري يحيى رسول، متحدثا في بيان عن تفاصيل الاجتماع الاخير للمجلس الوزراي للأمن الوطني (ويضم الوزارات والمؤسسات الامنية والعسكرية) انه تم “إيجاز مفصل عن زيارة الوفد برئاسة وزير الدفاع ثابت العباسي إلى واشنطن”.
 
وكشف رسول ان الوفد اكد في واشنطن على “انتفاء الحاجة لوجود أية قوات قتالية أجنبية على الأراضي العراقية”.
 
وكان رئيس الحكومة محمد السوداني قال الكلام ذاته خلال لقائه قبل ايام مع قادة عسكريين شاركوا بتحرير الموصل.
 
وأقرّ المجلس الوزاري، بحسب بيان رسول، اتفاق الوفد العراقي مع الجانب الأميركي على تشكيل لجنة عليا مشتركة مع التحالف الدولي.
 
وقال البيان ان اللجنة ستقوم: “بتنفيذ مخرجات الحوار المشترك، مع توجيه رئيس أركان الجيش بالتواصل مع قيادة التحالف الدولي في العراق للمباشرة بأعمال اللجنة الثنائية”.
 
وقبل ايام ارسلت الولايات المتحدة أكثر من 3000 جندي أمريكي إلى البحر الأحمر على متن سفينتين حربيتين، في رد فعل كبير من واشنطن عقب احتجاز إيران لناقلتين، بحسب ما أعلنته البحرية الأمريكية. ونقلت وكالة فرانس برس عن الناطق باسم الأسطول الخامس، تيم هوكينز، قوله إن هذا التحريك للجنود يضاف إلى جهود “ردع النشاط المزعزع للاستقرار، وتهدئة التوتر الإقليمي الناجم عن مضايقات إيران ومصادرة السفن التجارية”.
 
وتوصف السفينة المرسلة الى البحر الاحمر “يو إس إس باتان” بأنها سفينة برمائية هجومية يمكنها حمل طائرات ثابتة الجناحين وطائرة حوامة، بالإضافة إلى معدات الإنزال.
 
أما السفينة الاخرى “يو إس إس كارتر هول” فهي سفينة إنزال، لنقل مشاة البحرية ومعداتهم وهبوطهم على الشاطئ.
 
وعلى ضوء تلك التطورات ترجح مصادر قريبة من الاطار التنسيقي في حديث لـ(المدى) أن “واشنطن قد تحضر الى هجوم مشابه لما جرى في حادث المطار”، في اشارة إلى حادث اغتيال ابو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد السابق، والجنرال الايراني قاسم سليماني بغارة امريكية قرب مطار بغداد مطلع 2021.
 
وتأتي تلك التحذيرات مع تأكيد تلك المصادر “قرب وصول قوات امريكية الى مناطق شرقي سوريا” التي تحاذي الحدود العراقية الغربية.
 
وتضيف المصادر: “ربما ستتصاعد عمليات الهجوم بالطائرات المسيرة على نقاط الحشد القريبة من الحدود وقد تستهدف قيادات”.
 
وكانت تسريبات تحدثت عن ان الوفد العسكري الذي زار واشنطن مؤخرا، اعاد التأكيد على عدم استهداف القوات الأمريكية في الداخل او على الحدود من قبل فصائل.
 
وتتهم أطراف اميركية جماعة “النجباء” بقيادة اكرم الكعبي، احد تنظيمات الحشد، بانه يعمل ضد القوات الامريكية في المنطقة الفاصلة بين الحدود العراقية والسورية.
 
والفرضيات الاخرى التي يتوقعها “الاطار” ان يكون مايجري هو تمهيد لـ”ضرب ايران عن طريق اسرائيل”.
 
وتتابع المصادر: “ربما ما يحدث هو تغطية على قصف ايران التي يراد ان تكون ضربة سريعة وخاطفة ومؤثرة”.
 
وفي فرضيات اكثر تطرفا، لاتخفي المصادر ان هناك داخل “الاطار” من يعتقد ان “واشنطن قد تساعد في ارباك الاوضاع في الداخل بشكل يشبه ماجرى في فترة داعش في 2014”.
 
وعلى هذا الاساس تشير المصادر الى ان العراق، ولتخفيف الضغط عليه، يميل العراق الى جهة الولايات المتحدة “لكن ليس بنسبة 100%”.
 
وتتحدث المصادر عن تأثيرات ايران، التي وصفتها بـ”القوية”، والتي تمنع ذهاب العراق صوب واشنطن، ومخاوف في الداخل بان الولايات المتحدة كانت قد ساعدت في “دخول داعش”.
 
في غضون ذلك يعتقد احسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي، ان رئيس الحكومة يريد ان يحقق “سياسة توازن” بين حلفائه والولايات المتحدة.
 
الشمري يقول ان “محمد السوداني يعطي اشارات بانه ملتزم بعدم بقاء قوات قتالية اجنبية، بالمقابل هو لا يريد خسارة واشنطن”.
 
وكان السوداني قال مطلع العام الحالي، بانه لا يمانع ببقاء قوات أمريكية في العراق الى اجل غير محدود. بحسب مقابلة اجرتها صحيفة وول ستريت جورنال مع رئيس الحكومة.
 
ويشير احسان الشمري الى ان رئيس الوزراء يتعرض الى ضغوط “لان واحدة من شروط منحه الحكومة ان يعمل على اخراج القوات الامريكية حتى لو كانت بصفة مستشارين”.
 
ويضيف الباحث في الشأن السياسي: “لكن الولايات المتحدة تعرف الوضع الحرج الذي يمر به السوداني، وهي اعلنت في وقت سابق بانها لن تخرج من العراق”.
 
ونفى الشمري مايشاع عن تدخلات ومطالب امريكية في الداخل مثل “التحكم باعداد الحشد”، وقال بانها “تسريبات غير دقيقة”.
 
“تميم الحسن_المدى”

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار