السياسية

تحالف الخنجر يتطلع إلى حصة وزارات وازنة: حكومة الأغلبية الوطنية لن تصمُد

((وان_بغداد))
قال محمد نوري العبدربه، عضو تحالف “عزم” بزعامة خميس الخنجر، إن تحالفه لم يحسم بعد أمر الائتلاف مع تحالف “تقدم” بزعامة محمد الحلبوسي، إلا أن “عزم” يتطلع إلى الحصول على استحقاقه في الكابينة المقبلة، لاسيما وأن عدد مقاعده يقترب من تجاوز 30 مقعداً.
  
العبدربه خصّ “ناس” بتصريح تحدث فيه عن رؤية تحالفه إلى الأزمة السياسية الراهنة، مبدياً عدم حماسه لفكرة تشكيل “حكومة أغلبية وطنية” كما يطالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الفائز بـ 73 مقعداً وهو أعلى عدد بين بقية التحالفات.
وحتى الآن، يمتنع أعضاء تحالف “تقدم” بزعامة محمد الحلبوسي عن التعليق أو التصريح للصحافة، مفضلين الانتظار إلى حين مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات.
 
وأمس الأول، كتب زعيم التيار الصدري بخط يده، عبارة “حكومة أغلبية وطنية لا شرقية ولا غربية” وذلك بعد ساعات على انتهاء اجتماعه الأول بقادة “الإطار التنسيقي الشيعي”، وهو ما اعتُبر قطعاً للطريق أمام التكهنات بقبول الصدر تشكيل حكومة توافقية تجمع كل الأطراف كما جرت العادة، غير أن القيادي في الإطار، والذي حضر الاجتماع أحمد الأسدي، اعتبر تغريدة الصدر متماشيةً مع ثوابت قوى الإطار التنسيقي مؤكداً أن “مصطلح لا شرقية ولا غربية هو جزء من متبنياتنا كجهاديين إسلاميين، وقد أطلقه قائد الثورة الإسلامية في إيران روح الله الخميني”.
 
ومنذ إعلان النتائج الأولية للانتخابات، ثم النهائية، تجادل قوى الإطار التنسيقي الشيعي في شأن فكرة حكومة “الأغلبية الوطنية”، وتدفع باستحالة تشكيلها، عازيةً ذلك إلى عدم إمكانية المضي بمعادلة تقصي أطرافاً شيعية محددة، دون أن تُطبق ذلك على القوى السنية والكردية، التي تقول أطراف الإطار أنها ستفرض على الصدر المشاركة في الحكومة بكافة أجنحتها، إلا أن التيار الصدري يرد في كل مرّة بالتأكيد على أن الحكومة المقبلة لن تكون حكومة توافقية، وأنه قد يختار المعارضة إذا ما أُغلِقت مسارات تشكيل حكومة “أغلبية وطنية”.
 
في هذا السياق، يقول عضو تحالف “عزم” محمد نوري العبدربه لـ “ناس” إن “الذهاب إلى المعارضة ليس في حسابات التحالف في الوقت الحالي، بل المشاركة في الحكومة وفق الاستحقاق الانتخابي”.
ويضيف “لم نتفق حتى الآن مع الأخوة في تحالف تقدم، حول ما إذا كنّا سنذهب إلى التفاوض مع الكتل الشيعية بصفتنا طرفين، أم طرفاً واحداً، لكننا قد نتفق في المستقبل، أو قد نبقى طرفين، يفاوض كلّ طرفٍ لنفسه”.
 
العبدربه قال إن “كتلته النيابية الفائزة لن تشارك في دعم الكتلة الصدرية أو الإطار التنسيقي لتسجيل الكتلة الأكبر في الجلسة البرلمانية الأولى” عازياً ذلك إلى رغبة “عزم” بتجنب تعزيز الإشكالات أو التشنج.
وتابع “الأخوة في الإطار لديهم سلاح وجمهور، والأخوة في الكتلة الصدرية لديهم سلاح وجمهور، وأي تشنج قد يؤدي إلى فوضى، ولذا أستبعد أن نشارك في أمر تسجيل الكتلة الأكبر في الجلسة الأولى إذا بقيت الأمور على ما هي عليه، وفي الحقيقية لم نناقش أمر موقفنا في الجلسة الأولى حتى الآن”.
واستدرك “إذا اتفق الإطار، أو جزء منه مع الكتلة الصدرية على تشكيل كتلة أكبر فسيفتح هذا لنا الباب بالانضمام إلى تلك الكتلة في الجلسة الأولى لتسجيلها كتلة أكبر”.
وحول وجود “فيتو صدري” ضد اشتراك خميس الخنجر في الحكومة المقبلة، مستمر منذ تشكيل تحالف “الإصلاح والإعمار” عام 2018، قال العبدربه “لا نعتقد أن هناك فيتو من هذا النوع، ليس لدينا لقاءات رسمية مع الأخوة الصدريين، لكن تواصلنا مستمر، وتحالف “عزم” برئاسة الخنجر، لكنه يضم سياسيين وقوى ممثلة لعراقيين، ولا نعتقد أنه سيُمكن استبعادنا”.
 
وماذا إذا أصرّت الكتلة الصدرية على استبعادكم من التفاهمات، وحصرت “الحصة السنيّة” بتحالف “تقدم” وأعلنت حكومة الأغلبية؟
يجيب العبدربه “في السياسة كل شيء وارد، لكن علينا أن لا نبالغ في تقديراتنا لإمكانيات أي طرف سياسي، إذا كان هناك إصرار من هذا النوع، فالسؤال هو.. هل سيتمكن طرف سياسي من الاستمرار بحكومة أغلبية هشة ستجمع بالكاد 180 مقعداً؟.. هذا سيفتح باب الاستجوابات اليومية من الشهر الأول، ولن تكون مهمّة يسيرة”.
 
العبدربه استطرد بالقول إن “تحالف “عزم” وصل رسمياً اليوم إلى 21 مقعداً، وثمة تفاهمات قد تنتهي بوصوله إلى أكثر من 30 أو حتى 35 مقعداً، وذلك بانضمام مستقلين وأحزاب منفردة إلى التحالف، وهو ما يعني أن الاستحقاق الانتخابي لـ “عزم” قد يصل إلى أربع وزارات أو أكثر أو أقل”.
وحول ما إذا كان التحالف سيكرر ما فعله في كابينة 2018، بإصراره على نيل وزارة التربية هذه المرة، ختم العبدربه بالقول “لم نحسم أمرنا بعد بشأن الوزارات المُفضّلة، وليس شرطاً أن نتقدم لوزارة التربية هذه المرة، ربما تكون وزارة التعليم العالي أو غيرها، هذا أمرٌ لم يُحسَم بعد، لكننا سنحاول التفاهم مع “تقدم” من أجل الوصول إلى صيغة مشتركة”.  انتهى

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار