الامنية

هل بقاء القوات الكندية في الشمال مؤازرة للبيشمركة على حساب بغداد؟

((وان_متابعة))

بعد مرور شهور على تعليق خدماتها، لاتزال القوات الكندية تقدم المشورة والمساعدة في شمال العراق في حال من عدم اليقين عن دورها هناك، او دون اشارة تلوح بالأفق الى نهايتها الفورية.

القوات الكندية تعّلقت مهمتها بعد اندلاع القتال بين القوات العراقية والكردية عقب الاستفتاء الفاشل في ايلول الماضي. وكانت المجموعتان تعملان معهاً على هزيمة تنظيم داعش، لكن التوترات التي طال امدها غدت بعد ان صوتت اغلبية ساحقة من الاكراد لصالح الانفصال عن العراق.

وفي الوقت الذي اندع فيه العنف، تمركز حوالي 200 من القوات الخاصة الكندية في اربيل وحولها. وكانوا يقومون بتدريب القوات الكردية ضد داعش، مقدمةً الدعم اللوجستي لعمليات الخط الامامي كجزء من عملية المساهمة التي قامت بها كندا. وتم تعليق هذه الأنشطة “مؤقتاً” في تشرين الاول.

اذن ما الذي حدث؟ ولماذا لاتزال البعثة معلقة؟. ليس من السهل الحصول على إجابات. ما يمكن معرفته هو وجود عدد قليل من القوات الكندية الخاصة في العراق، وتقول مصادر في وزارة الدفاع ان عددهم يبلغ 120 جندياً، اي اقل من الذروة التي بلغ عددهم العام الماضي 210 جنود. ومنذ تعليق مهمتهم، ساعدوا في تجميع الخيارات المحتملة لما سيحدث بعد ذلك.

ولكن تم تسليم هذه الخيارات للحكومة ، تستمر لعبة الانتظار.

عاد وزير الدفاع هارجيت ساجان مؤخرا من رحلة لتقصي الحقائق إلى العراق ، لكن المتحدث باسم بيرن فورلونج قال إنه لا يوجد موعد محدد لوقت اتخاذ القرار. لكنها أصرت على أن الحكومة ملتزمة بتجديد المهمة في وقت ما من هذا الربيع.

وقال فيرلونج في رسالة بعثها الى “سي.بي.سي نيوز” بالبريد الالكتروني “المناقشات جارية في المرحلة المقبلة، ونحن لسنا في وضع يسمح لنا بالتفترض مسبقا”

لكن مصادر دفاعية تقول إن القوات الخاصة ستبقى في العراق بقدرة ما، ربما كجزء من مهمة تدريب الناتو. وتستند جميع الخيارات المقدمة إلى الحكومة على الاعتقاد بأن داعش ربما فقدت أراضيها ولكنها لم تهزم. لذا، فإن كل خيار ينطوي على شكل من أشكال الشراكة لتدريب إحدى المجموعات العاملة في العراق.

وفي النهاية، ما هي الشراكات التي يمكن للقوات الكندية ان تنشأها في ضوء التوترات المستمرة؟. ولكي يكون الانصاف هو الهدف الرئيسي، فان الصراع بين بغداد والاكراد ليس عنيفاً اليوم كما كان قبل ستة أشهر، فتوصل الطرفان الى اتفاق في اواخر الاسبوع الماضي الذي يمكن اعتباره انطلاقة جديدة، حيث وافق العراقيون على تحويل الاموال التي يحتاجها موظفو الاقليم.

لكن الكفاح من أجل الاستقلال الكردي لم ينته، فقد مضى عليه عشرات السنين، ولم يكن ينبغي عليه ان يدهش احداً حينما عاد الى الظهور مرة اخرى بعد هزيمة تنظيم داعش. ويأمل المسؤولون الأكراد أن يكون دعم كندا على ارض المعركة ضد بغداد، لكن الحكومة الفيدرالية تجنبت الصراع بأي ثمن.

وعند اتخاذ قرار بشأن مهمة جديدة، قد لا يكون لديهم نفس الترف. وقد يكون تجاهل التواترات بين بغداد واربيل مرة اخرى خطيراً ويجعل العديد من المراقبين يتساءلون لماذا لم يتم اخذهم في الاعتبار منذ البداية؟.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار