الاقتصادية

العراق يستهدف الغاز المصاحب في حقل بن عمر النفطي

يدفع العراق بقوّة، على محاور عدّة، للإستفادة بشكلٍ أفضل من موارده الغازية غير المستثمرة على النحو الأمثل. يندرج في هذا السياق مشروعٌ أُطلِق حديثاً على مسارٍ سريع لمعالجة الغاز المصاحب من حقل النفط العراقي، بن عمر.
يبلغ الحجم المتوقّع للغاز المستخرج في المرحلة الأولى من مشروع بن عمر 150 مليون قدم مكعب في اليوم، وهو رقمٌ متواضعٌ نسبياً، لكن هذا الحجم سيزيد مع الوقت، يقول منير بوعزيز، وهو مستشارٌ رئيسي في المشروع.
يؤشّر ذلك على المرة الأولى التي تشغِّل بها شركةٌ عراقيةٌ خاصة، “ربّان السفينة”، مشروعاً كبيراً للغاز خارج منطقة كردستان العراق شبه المستقلة. و”ربّان السفينة” لاعبٌ رئيسي في قطاع الكهرباء في البلاد.
“يدفع رئيس الوزراء الجديد في العراق بحقّ من أجل المزيد من التطوير في (قطاع) الغاز، وهو يريد أن تكون الشركات المحلية جزءً من هذه العملية حقاً،” قال بوعزيز لـ”إنرجي إنتلجنس” في مقابلة. كما في عقد مشروع غاز رتوي الذي وقّعته حديثاً “توتال إنرجيز”، بطاقة 600 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يومياً (MMcf/d 600)، ستستخدم منشآت الغاز في بن عمر الطاقة الشمسية، ما يؤكّد إلتزام بغداد بإنتاج الكهرباء مع إنبعاثاتٍ قليلة من الكربون.
يقع حقل بن عمر بالقرب من مراكز سكنية في جنوب العراق، وهو قد يغيّر أحوال المقيمين هناك على نحوٍ جذري. يُرسَل من الحقل بالفعل بعض الغاز المضغوط ضغطاً عالياً بغرض إنتاج الكهرباء، لكن دون معالجةٍ مسبقة للغاز. “لذلك، ينتهي بك الأمر مع مختلف أشكال تلوّث الهواء… حيث معمل الطاقة،” يقول بوعزيز. وفي الوقت نفسه، تُحرَق غالبية الغاز ذي الضغط المنخفض. “يشبه الأمر ضربةً مزدوجة،” يضيف بوعزيز.
مدمجٌ بالكامل
سيكون (مشروع حقل) بن عمر مدمجاً بالكامل، بما يشمل حصاد ومعالجة الغاز، واستخراج سوائل الغاز الطبيعي، وبناء الأنابيب والأرصفة لتصدير غاز البترول المسال (LPG) والمكثّف. “المشروع مصمَّمٌ أساساً (لإنتاج) 300 مليون قدم مكعب يومياً (MMcf/d 300)، لكن المرحلة الأولى منه ستكون (بطاقة) 150 مليوناً،” قال بوعزيز. بعد المعالجة والتجزئة، فإن الـ150 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز الخام الأولي سيُعطي 120 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز الجاف للاستعمال في توليد الطاقة، فضلاً عن ألف طن يومياً من غاز البترول المسال و4000 برميل يومياً من المكثّف.
تتألّف معظم موارد العراق من الغاز من “الغاز المصاحب” في حقول النفط، ومن شأن الجهود لحصد المزيد من ذلك الغاز بغرض إنتاج الطاقة أن تعزّز أيضاً إنتاج النفط في البلاد، ما يجني منفعةً مزدوجة. كذلك، إن كان العراق جاداً بشأن خفض إحراق الغاز وخفض واردات الغاز المكلفة من إيران، فيجب أن يكون تطوير (مشروع حقل) بن عمر أولوية، لأنه أحد أكثر حقول العراق ثراءً بالغاز.
ينتج بن عمر حالياً ما بين 45 ألف و50 ألف برميل نفط يومياً، لكن بغداد قد تحدّثت عن توسيع الإنتاج إلى 600 ألف برميل يومياً. إن زيادةً متزامنة في إنتاج النفط وحصاد الغاز في بن عمر من شأنها أن تكون مربحةً جداً للعراق. يقول بوعزيز إن “الرؤية بعيدة الأمد” هي خلق مركزٍ للغاز بقدرة مليار قدم مكعب يومياً أو أكثر.
توسعة شركة غاز البصرة
في هذه الأثناء، فإن شركة غاز البصرة، المشروع المشترك الذي تقوده شركة “شيل”، تقوم حالياً بتوسعة قدرتها على معالجة الغاز من مليار قدم مكعب يومياً إلى 1.4 مليار قدم مكعب يومياً. غير أن مدير شركة غاز البصرة، أندي وايبر، قال في هذا الأسبوع لـ”إنرجي إنتلجنس” إن الطاقة الإنتاجية المضافة ستفوق تدفّق الغاز من الحقول الثلاثة التي تغذّي منشآت المعالجة بقدرٍ يصل إلى 300 مليون قدم مكعب يومياً. لذلك، تبحث شركة غاز البصرة عن مصادر إضافية من التموين، “ومن الواضح” أن بإمكان بن عمر المساعدة في تعويض النقص، قال وايبر.
من المصادفة أن يدير بوعزيز الآن شركته الإستشارية الخاصة، “بي إنتربرايز دي أم سي سي” (Bee Enterprise DMCC)، لكنه كان سابقاً مديراً تنفيذياً أقدماً لشؤون الغاز في “شيل”، وقد لعب خلال تولّيه هذا المنصب دوراً رئيسياً في مشروع توسعة شركة غاز البصرة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار