الثقافية

وردة على قارعة الطريق

كلثوم الجوراني
بدت كطفلة نائمة يلاعب النسيم بتلاتها الرقيقة يحركها وكأنها تومئ لي أن أحملني قبل أن يتمكن العطش من قتلي حملتها بلطف واخذتها معي لغرفتي ووضعتها في كأس من الماء على دكة نافذتي عند الصفرة التي امتزج لون ضوءها بلون تلك الوردة الصغيرة وجلست أمامها اسألها .
من اي يد سقطت ؟
من يد عاشق رفضت حبيبته استلامك منه فرمى بك على قارعة الطريق ؟
ام سقطت من يد بائع الورد ؟
وربما من باقة كانت بيد عروس ؟
او من أكليل كان على جنازة؟
ياوردتي الجميلة اتمنى ان اعرف قصتكِ ، أتعمد أحدهم رميكِ ؟
ام ضعتي من يد أحدهم ولم يكلف نفسه بالبحث عنك أو ربما من أضاعكِ سارت به السبل إلى بعيد حيث لا يمكنه العودة إليكِ ليعتذر منكِ وأنه لم يقصد التفريط بكِ
على كل حال انت الآن بين يدي وإن بدى عليك الذبول إلا انني استنشق عطرك الفواح الذي ينعش روحي النظر إليك وشم عطرك متعة وإن كانت متعة لوقت قصير ولكنني ممتن لك يا وردتي الصغيرة .
غربت الشمس واسدل الليل ظلامه وبقبلة قلت لها تصبحين على خير ثم توجهت لفراشي وعند الصباح وجدتها قد ذبلت تماما ويبدو أنها استسلمت للموت ، وبلطف وشيء من الحزن اخذتها وفتحت أحد الكتب لاضعها بين طياته .
ارقدي صغيرتي بين طيات كتابي فأنا لست ممن يفرط بالجمال كما فعل غيري .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار